موسى المطيري
لم يترك لنا أجدادنا شيئا من قيم الحياة وخبراتها إلا وكان لهم تفسير له، فقد كانت حياة الأسلاف مليئة بالتجارب والعظات والخبرات التي لو تمعنا فيها لكفتنا.
ولقد قالوا قديما «ما مع الفقر.. مرجلة» أي ان الانسان إن كان فقيرا فإنه سيكون محتاجا ولن يستطيع ابراز رجولته والتي من أهم سماتها الكرم وموازنة حياته بقدر ماله وابراز رجولته، حيث يكون دائما الشخص الفقير هو الأضعف بين قومه.
أسوق ذلك في ظل ما يواجهه المواطن هذه الأيام من «عصر» لقوته فالأسعار في ارتفاع دائم وموارد المعاش كما هي لم تتغير، والدولة ونوابها لايزالون في حالة شد وجذب ونقاش حول إسقاط الفوائد أو إسقاط القروض حيث بات المواطن البسيط وصاحب الأسرة مهددا في ظل هذه المواجهة والتي قد «يُفلس» من الاثنتين إسقاط القروض وزيادة الرواتب.
وإن يكن من أمر فلابد ان تعمل أجهزة الدولة على مواجهة الغلاء ومراقبة التجار الذين وجدوا ضالتهم في رفع الأسعار لانعدام الرقابة عليهم ويجب ان تفتح خزائن الدولة التي امتلأت جراء ارتفاع الأسعار لموازنة السوق ودعم السلع وكذلك العمل السريع على بناء الدولة الحديثة للكويت، فالمستشفيات لاتزال دون تغيير منذ 20 عاما، والمدارس مازالت تعاني القصور، والضرائب قادمة لا محالة، فكيف بالله عليكم نستطيع العيش في ظل كل ذلك.
واعلم يقينا أن الدراسة التي شرعت بها الحكومة بأمر سام من صاحب السمو الأمير حفظه الله بزيادة الرواتب ستنتهي بزيادة لا تتجاوز الـ 30% على الراتب الأساسي، ولن تكون للكل بالطبع حيث سيغيب عنها أهم شريحة وهم المتقاعدون والأرامل، وهم الأكثر حاجة للزيادة وستكون هذه الزيادة بمجملها إن تعدت 70 دينارا ستقتص التأمينات ما تقصه منها وستواجه تلك الزيادة ارتفاعا مهولا في الأسعار و«كأنك يابوزيد ما غزيت».
والأهم من ذلك هل ستوافق اللجنة المالية البرلمانية على هذه الزيادة أم ستسعى الى تخفيضها الى 5% بحجة المحافظة على المال العام؟!