موسى المطيري
من الأمور البديهية التعرض للارهاق والتعب أثناء مزاولة العمل، وذلك لكثرة الانتباه وبذل الجهد وهو ما يحصل في الكثير من الوظائف، ولقد قرأت قبل أيام مقتطفات من كتاب يحكي عن مفارقات مضحكة حدثت في المحاكم الأميركية، أبطالها محامون أصابهم التعب من مزاولة مهنتهم أو مثل ما نصف بالكويت «فصل مخه» فحدثت أمور مضحكة جعلتها مواد لتأليف كتاب كامل عن هذه الأحداث التي جمعت عن طريق تسجيلها، حيث يذكر الكتاب عددا من الأشياء التي ذكرها المحامون بالفعل في قاعات المحاكم، كلمة بكلمة، قام بتسجيلها موظفو كتابة العدل الذين كان عليهم ان يتحملوا عذاب تسجيل مثل هذه المحادثات التالية:
المحامي: يا دكتور أليس صحيحا ان الانسان عندما يموت أثناء نومه، لا يعلم ذلك الا في صباح اليوم التالي؟
الشاهد: هل تنتسب بالفعل لنقابة المحامين؟
المحامي: هل كنت موجودا بالفعل عندما تم تصويرك؟
الشاهد: هلا اعدت السؤال؟!
المحامي: لديها ثلاثة أطفال، أليس كذلك؟
الشاهد: نعم.
المحامي: كم كان لديها من البنين؟
الشاهد: لم يكن لديها أي بنين.
المحامي: هل كان لديها بنات؟
المحامي: كيف انتهى زواجك الأول؟
الشاهد: بالوفاة.
المحامي: وبوفاة من انتهى الزواج؟
المحامي: هلا وصفت لي ذلك الشخص؟
الشاهد: كان متوسط الطول وكانت له لحية.
المحامي: هل كان ذكرا أم أنثى؟
المحامي: هل تتذكر متى قمت بفحص الجثة؟
الشاهد: لقد بدأت عملية تشريح الجثة ما يقارب الساعة 8.30 مساء.
المحامي: وهل كان السيد دنتون ميتا آنذاك؟
الشاهد: كلا لقد كان جالسا على الطاولة متسائلا لماذا أقوم بتشريح جثته؟
المحامي: يا دكتور، قبل قيامك بعملية التشريح، هل قمت بفحص نبضه؟
الشاهد: كلا.
المحامي: هل قمت بفحص ضغط دمه؟
الشاهد: كلا.
المحامي: اذن، من الممكن ان يكون المريض حيا عندما بدأت بعملية تشريح جثته؟
الشاهد: كلا.
المحامي: وما الذي يجعلك متأكدا لهذه الدرجة يا دكتور؟
الشاهد: لأن مخه كان على طاولتي موضوعا في قنينة.
المحامي: ولكن مع ذلك هل كان من المحتمل ان يكون المريض مازال حيا؟
الشاهد: نعم، من الممكن انه كان حيا ويمارس مهنة المحاماة.
وان يكن، فباعتقادي ان محاكمنا تشهد مثل هذه الـ «فصلات» والتي تأتي نتيجة التعب والارهاق، وما نقول الا الله يستر من هالفصلات.