موسى المطيري
كمواطن سأطرح هذا السؤال والذي يشاركني فيه الكثيرون، ماذا نريد من الحكومة المقبلة، وما الطموح الذي نرغب في تحقيقه عبر انجازاتها وعملها المتوقع؟ فقد بتنا أشد احباطا مما كنا عليه في السنوات الأخيرة والتي لم نر فيها ما «يبرد الجبد» على المستوى الخدماتي وهو الشأن الذي يلامسنا كمواطنين ولست هنا بصدد تعداد كمية الهموم والمخالفات في القوانين وروتين الأجهزة الحكومية وتلكؤ بعضها ولكني بصدد نشر الطموح الذي نريده، والذي يبدأ بفرض لغة حوار مباشر لايجاد تعاون مع السلطة التشريعية وان تفرد الحكومة أجندة خاصة للعمل تبعدها عن مقاصل الاستجوابات التي تأكدنا انها أشبه بفلم رعب للحكومات السابقة، ولابد ان تستعيد الحكومة ثقتها بنفسها أولا ثم تعكس هذه الثقة على عملها حتى تخطو نحو الانجاز الذي توقف كثيرا.
والأمر الآخر الذي لا يقل أهمية عن الثقة هو اختيار الوزراء بحسب الاختصاص لا بحسب من أنت ومن معك؟ حيث لابد ان يأتي الوزير المناسب في الوزارة المناسبة بعيدا عن وزراء «حظك نصيبك» التي اعتدنا عليها، فالوزير المختص هو القادر على العمل في ظل كل الأجواء السياسية، لأنه يملك من الثقة والتخصص ما يعينه على حمل أعباء وزارته بكل اقتدار، لأننا مللنا من حكومات المحاصصة والتي ترضي الأقل على حساب الكل.
فالمهمة المقبلة للحكومة الجديدة صعبة وعملها يتطلب الغاء ميزة التردد التي كانت قرينة الحكومات السابقة، فالثقة أهم مدخل لاستعادة الصدارة والتعامل مع مجلس الأمة بكل أطيافه، فلابد أن تكون الحكومة المقبلة واثقة بالعمل قادرة على انجاز السبق الذي طالما سمعنا عنه وهو اعادة الكويت درة الخليج، وجعلها مركزا ماليا واقتصاديا وقبل ذلك كله تعين المواطن على الحياة في ظل تردي الأوضاع الصحية والتعليمية والانفلات الأمني والهدر في المال العام وانتظار المساكن الحكومية لأكثر من 15 عاما وهذه الأخيرة تخصني أكثر من غيري لأني «مازلت أنتظر هذا البيت حتى مللت منه».
فالمرحلة المقبلة كغيرها من المراحل مهمة والاتفاق بين السلطتين مطلب مهم وضرورة قصوى لإعادة هذا البلد لصدارته التي كان عليها، وكلنا أمل بأن يتحقق هذا في القادم من الأيام.