Note: English translation is not 100% accurate
شيء من الذاكرة
الأحد
2006/9/3
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1776
بقلم : موسى أبو طفره
مع مرور السنين واختلاف الأزمنة وتغيبنا عن الكثير مما نعرف من الأصدقاء، تأتي الأيام بعد وقت طويل بأحدهم، وتعود الذاكرة كثيرا الى الوراء من أجل التذكر.
فقبل ايام مرت واجهت احد الأصدقاء القدامى وعادت بي الذاكرة كثيرا لمراتع الطفولة والصبا، وتذكرت معه البساطة التي كانت تحيط بحياتنا، وتذكرت كيف كنا أنقياء لا هم لنا ولا مشاكل حولنا، تذكرت كيف كنا نأخذ من اليوم أوقاتا للعب وللتسلية، وتذكرت كيف تمر الأيام بنا دون ان نعرف من قتل أو تفجر ومن مات في حرب.
كنا لا نعرف الفضائيات ولا شرائط الأخبار التي نقرأها الآن حتى في احلامنا، كنا لا نعرف القنابل النـــووية ولا سقوط الطائرات ولا نفهم، لم تقام الحروب وتنتشر المجاعات؟ تذكرت الهدوء في الحياة وتذكرت انني لا اعرف «حبوب الصداع»، تذكرت ذهابي مع أبي ـ رحمه الله ـ الى صلاة الفجر وكيف كان المسجد يمتلئ بأحباب الله كل يوم، تذكرت الأمانة والصدق والنية الصادقة الـــتي كانت بين الناس، وتذكرت كـــذلك الوفاء وتذكرت شوارعنا في العباسية.
لقد تبدل الحال، وأصبحنا نعيش السرعة في كل شيء، وبات الريمــــوت كنترول صديقنا العزيز، وازراره تنــقلنا من مأساة الى أخرى في هذا العالم، وأصبحـــت احوال العباد في هذه الأيام تزاحم الذاكرة وتحتل المكان الأكبر منها، فكم سنــحتاج من وقت لمحو كل جميل من ذاكرتنا؟!
قال عالم موصيا ابنه، يا بني:
اذا مر بك يوم وليلة قد سلم فيهما دينك وجسمك ومالك فأكثر من الشكر لله تعالى، فكم من مسلوب دينه ومنزوع ملكه ومهتوك ستره ومقصوم ظهره في ذلك اليوم وأنت في عافية.
اقرأ أيضاً