هذا كل ما نريده من بعض الموظفين عند مراجعتهم في بعض الدوائر الحكومية، نعم الابتسامة والبشاشة وطلاقة الوجه، فلقد ذهبت يوما لإحدى الإدارات الحكومية في غرناطة مراجعا ولي الحق حيث كان التجهم ميزة لأغلب من كانوا خلف مكاتبهم وكأنني «اشحذ» منهم إنهاء إجراءات معاملتي فلاحظت عبوسهم وتثاقلهم وكأن على رؤسهم الطير، فكوني مراجعا ليس لي ذنب أن أحبط من هذا المشهد وان تتعرقل معاملتي حتى وان لم أبدأ بها، فالابتسامة من الهدي النبوي فالتبسم في وجه المسلم صدقة فاضلة، حيث روى الترمذي عن عبدالله بن الحارث قال: «ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله صلى الله عليه وسلم»، وفي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم: «إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق».
وحقيقة الأمر أن ابتسامة الموظف أو الموظفة إشارة مبشرة وأمر ميسر وقبل ذلك خلق فضيل فليس المراجع مرغما على تقبل هذا العبوس ومواجهة هذه الظاهرة غير الصحية في أن يخاطبه الموظف «من طرف خشمه» وكأنه مدين له بمبلغ، فحقي كمراجع أن يتم التعامل معي بنوع من الرقي لا ان تتم مخاطبتي وكأنني متهم أو جانٍ قد خالف القانون أو قام بمصيبة، فبعض الموظفين يشعر المراجع بانه قد دخل عليه في بيته وتكون النظرات المشمئزة والتأفف مصاحبا للنظر بمعاملته سواء أنهيت إجراءات معاملته أم لم تنته، فالمراجع موظف هو الآخر وقد يكون يواجه ضغوطا أو مشاكل خاصة به فشرارة الخلاف قد تدب في أي لحظة وهو الأمر الذي يمكن تداركه بأن يتم احتواء التعامل معه ببشاشة وابتسامة.
فالأمر يا سادة يا كرام يحتاج الى فن التعامل وسعة الصدر وان يعي الموظف حقوق المراجع وانه ما وضع خلف مكتبه الا لخدمته فوجودك في مقر عملك يحتم عليك خدمة من تعنّى وجاء.
فقط ابتسموا هذا ما نريده من الموظفين وليس اكثر من ذلك وهذه رسالة أوجهها الى كل مسؤول ان يحث موظفيه على الابتسامة في وجه المراجعين وان يجعل ذلك عنونا لادائهم ولنتعلم فن التبسم بصدق ولننشر ثقافة الوجه الطلق والسماحة والسعادة بيننا وفي دوائرنا الحكومية، ففي ذلك الضمان الأكيد لحياة افضل وعلاقة أخوية مترابطة ولنتأسى بأعظم رسول صلى الله عليه وسلم ولنستشعر الأجر والمثوبة من الله سبحانه وتعالى.
[email protected]
[email protected]