كنت قد تناولت في مقال سابق لي نشر في فبراير الماضي تحت عنوان «الشهر الفضيل والعمل المرن» استعرضت فيه التجربة التي طبقتها بعض الدول في مجال العمل المرن خلال شهر رمضان المبارك، ومنذ عدة أيام صدر قرار عن ديوان الخدمة المدنية بتطبيق منظومة العمل المرن كخطوة تجريبية، والحقيقة أن ذلك القرار أثلج صدري، وأصبح دليلا لدي على أن أجهزة الدولة ليست ببعيدة عن الشعب، وأنها تستمع وتنصت جيدا لكل ما يقال، وهذا ما يكشف عن أننا بدأنا الخطى على الطريق نحو العهد الجديد في ظل قيادة صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، وسمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء، حفظهم الله.
أرى أن التصريحات التي أدلى بها رئيس ديوان الخدمة المدنية د.عصام الربيعان بخصوص احتمالية تطبيق إستراتيجية العمل المرن حتى بعد شهر رمضان، تحمل أبعادا كثيرة جاء من بينها بحسب وجهة نظري، أن هناك أساليب جديدة تتبع في إدارة منظومة العمل بالجهات الحكومية، وأنه من الممكن الخروج عن القواعد الروتينية للعمل، واللجوء إلى طرق جديدة يتاح من خلالها تأدية العمل على أفضل وجه ممكن، وبالرغم من تشجيعي المستمر لتلك الإستراتيجية الجديدة، إلا أنها قد تكون سلاحا ذا حدين، فعلى المنتفعين من تلك المنظومة الدفع بكل الأسباب التي تضمن نجاحها، وعدم التهاون في إضاعة الوقت، وتنفيذ معاملات المواطنين والبعد عن التقاعس، والعمل على إبراز الجانب الإيجابي من تلك المنظومة بالشكل الذي يساعد على استمراريتها وتطويرها، ولا يجعل منها مجرد تجربة عابرة لم يحالفها النجاح.
وكم وددت أن تسير وزارة التربية على هذا النهج، وتعمل على تغيير إستراتيجيتها التعليمية خلال شهر رمضان رأفة بطلابنا، وأتمنى أن يصدر قريبا قرار بشأن اعتماد نظام الدراسة عن بُعد، وحال تنفيذ ذلك بالتزامن مع قرار العمل المرن، سينعكس ذلك بشكل جيد على الحياة اليومية للمواطن.
ولأننا نستعد لاستقبال شهر رمضان المبارك فإنني أعلم أن هناك مجهودات شاقة تبذل من أجل أن يستمتع المواطنون بالشهر الفضيل دون أن يواجهوا أي مشكلات، وهنا أقصد جهود رجال وزارة الداخلية بقيادة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ووزير الدفاع بالإنابة الشيخ طلال الخالد، ولكن حتى تؤتي تلك المجهودات ثمارها لابد أن يكون كل مواطن من بيننا مسؤولا بشكل حقيقي وعنصرا نافعا بالمجتمع، وألا نسمع مجددا عن مشاجرات دامية تحدث بالشوارع في وقت السحور، وأن يكون هناك انضباط والتزام حقيقي، بالشكل الذي يساعد رجال وزارة الداخلية على تأدية مهام عملهم دون مشقة أو عناء، وأن نحتفل بالشهر المبارك بالشكل الحضاري الذي يعكس قيمنا وأخلاقياتنا وعاداتنا التي تربينا عليها.
وعلينا جميعا سواء كنا موظفين وعاملين أو آباء وبصفتنا شركاء في مجتمع واحد بدولة عظيمة مثل كويتنا الغالية، أن نؤمن في قرارة أنفسنا كل خطوة يخطوها وطننا نحو الإصلاح والتطور، فجميعنا مسؤولون عن نجاحها، وتحقيق الهدف المنشود منها، وأنه يعول علينا في عهدنا الجديد بكويتنا الجديدة أن نكون إيجابيين نحو مجتمعنا وليس العكس.
[email protected]