مر أكثر من خمسين عاما ومازالت فلسطين دولة محتلة من قبل الكيان الصهيوني، وعلى مر الأجيال كل جيل ينمو ينغرس فيه كره إسرائيل ورفض ما تفعله مع إخواننا الفلسطينيين رفضا قاطعا، فالمذابح التي يقوم بها اليهود تفطر قلوب شعوب العالم على ما يحدث للأطفال والنساء والكبار من قتل وتدمير وتشريد، وكانت الدول العربية أول من يرفض ما يحدث، إذ إنهم كانوا يعلنون رفضهم هذا في بيان رسمي معلنين لدول العالم أجمع أن ما يحصل هو جريمة لا تغتفر في حق الشعب الفلسطيني وهي جرائم ضد الإنسانية، إلى أن ظهر البعض من المناشدين بالتطبيع مع الكيان الصهيوني!
التطبيع مع الكيان الصهيوني هو بناء علاقات رسمية وغير رسمية، سياسية واقتصادية وثقافية وعلمية واستخباراتية، والتطبيع هو الاعتراف بالكيان الصهيوني وبحقه في الأرض العربية وهي فلسطين، وبحقه في بناء المستوطنات وحقه في تهجير الفلسطينيين وحقه في تدمير القرى والمدن العربية! وهو ما نرفضه تماما ولكن بعض الأشخاص يناشدون بالتطبيع متناسين تماما ما حدث وما يحدث وما سوف يحدث للأشقاء الفلسطينيين.
هؤلاء الذين يطالبون بالتطبيع هل شاهدوا المجازر التي تحدث في فلسطين؟ هل لديهم إنسانية عند المطالبة بهذا الأمر الجلل؟ أعتقد أنهم لم يشاهدوها ولم يروا ما يحدث في فلسطين من تدمير وتهجير، فقط يغردون ويقولون رأيهم ويقلبون الرأي العام ويرفض الشعب العربي ما يطالبون به، هل مطلبهم الحقيقي هو التطبيع فقط أم يريدون من هذا الشهرة بقلب الرأي العام؟ إذا كانوا يريدون الشهرة على حساب دماء تسيل كالنهر في الأرض فليبحثوا عن شيء آخر لزيادة شهرتهم، رغم هذا هم يمثلون أنفسهم فقط وهذا رأيهم الخاص وليس رأي الدولة.
إن الكويت ترفض تماما ما يحدث للشعب الفلسطيني منذ الأزل، فعندما يحدث هجوم من الكيان الصهيوني على دولة فلسطين تكون الكويت في مقدمة الدول المطالبة بوقف المجازر، فالكويت همهما هو الشعب العربي ونشر السلام، ولقد خرج وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد وقال «إن موقف الكويت واضح ومعروف من رفض التطبيع مع إسرائيل» وهذا يثبت رفض الكويت للتطبيع، وهناك بعض الدول العربية بدأت في التطبيع مع الكيان الصهيوني، ولكن الكويت ثابتة على موقفها ضد هذا، واقفة شامخة مدافعة عن الشعب الفلسطيني.
على الشعب العربي أجمع أن يرفض هذا التطبيع متضامنين مع الإخوة الفلسطينيين، ولا يسيرون خلف المطالبين به، فالتطبيع نهج مرفوض عند الدولة وعند الشعب أيضا، فنحن نرفض التنازل عن أرض عربية للكيان الصهيوني ولن نفرط فيها ولا في أشقائنا الذين سيذهبون ضحية هذه السياسة القذرة.
*رئيس تحرير جريدة حدث الألكترونية
[email protected]