الموت هو حقيقة من حقائق الدنيا ولا يمكن نكرانها، فيأتي دون مقدمات ليأخذ أحب الناس إلينا وأغلاهم، فتتعدد أسبابه ولكن النتيجة واحدة، وهي فقد روح من أفراد أسرة لتبقى تلك الأسرة حزينة تعيش لتحيي ذكرى فقيدهم، فدائما يأتي الموت مصطحبا الحزن معه، وخاصة إذا كان الفقيد غاليا علينا وعلى جميع من حوله.
الخبر نزل على الجميع كالصاعقة ليبلغنا بصعود روح زميلنا وصديقنا وحبيبنا وشقيقنا العزيز والغالي موسى أبو طفرة إلى خالقها، خبر قد أتى كالرعد مصطحبا غيمة حزن معه عمت على جميع العاملين في «الأنباء»، فالفقيد كان غاليا على الجميع، فسيرته الحسنة وأخلاقه الطيبة كانت تملأ جميع أركان الجريدة، ومواقفه الشجاعة على لسان الجميع، رحل بوحمد وبقيت سيرته الحسنة.
بوحمد رحلت وتركت خلفك قلوبا مكلومة على فراقك، ذهبت يا صديقي وتركت ذكراك خلفك لتوجع جميع من عرفك وزاملك، رحلت وتركتنا ننعي وفاتك وفقدانك، ذهبت مع والدتك في رحلة علاجها ولم تكن تعلم أن برحيلك قد زاد وجعها أضعافا مضاعفة، ذهبت معها وكأنك كنت تريد أن آخر شيء تفعله هو البر بها لنشهد تلك الأخلاق العالية، فأذكر دائما أنك كنت تقدمها على عملك وعلى أي شيء في حياتك وهي كانت رقم واحد في حياتك، رحلت وتركت خلفك أعمالا ومواقف يتعلم منها الكبار والصغار، فليست أعمالك فقط التي سنقوم بتدريسها بل أخلاقك أيضا، فقد كنت خير مثال للقدوة الحسنة، فسيرتك الحسنة المعطرة خير مثال يحتذى به على مر الأجيال، رحل جسدك ولكن روحك ستظل حولنا، فجسدك فقط من غادر دنيانا.
في النهاية أودعك وكلي حزنا على فراقك، فكلمات لا تستطيع وصف مدى حزننا يا صديقي (إنا لله وإنا إليه راجعون).
* رئيس تحرير جريدة حدث الألكترونية
[email protected]