مشاري العدواني
للأسف الشديد ما يحدث حاليا في جامعة الكويت، هو مأساة كبيرة لا ترقى إلى مكانة الجامعات والأكاديميين الذين دخلوا في صراعـات، كان من المفتـرض أنها لا تغادر بأي حـال من الأحوال مكاتبهم، ولا حـتى تصل إلى باحة الحـرم الجامعي، فـتصل إلى مسامع طلاب العلم، فـكيف وهي تتعدى أسوار الجامـعة لتصل إلى كل الديرة؟
تخيلوا مـعي زوجين يتشـاجران فيـما بينهمـا، وهذا يحدث يومـيـا في كل البـيـوت، ولكن يكون الهم الأسـاسي ألا يخـرج الخلاف إلى الأبـناء، الذين سينعكس عليـهم الأمر بالسـوء بكل تأكيـد، فما بالكم أن ينشـر غسيل تلك الخـلافات على صفـحات الجرائد ويتداول بين الناس؟
بيـانات واتهامـات وتقـاذف بالكلمات بـين دكاترة الكليـات والإدارة الجـامعـيـة، وكل تلك الأمور التي مـن المفتـرض أننا لا نسمع بها على الإطلاق، والحرب مستمرة، وطبعا كل طرف يظن انه هو الأصدق وهو الأصلح وهو المحق.
لا يا سادة لا يوجـد من هو محق فـيكم فصراعـاتكم هذه، من المفتـرض أن تحلوها بعيدا عـنا كشعب، وخـصوصا بعـيدا عن طلبـة وطالبات الجـامعـة الذين يشاهـدونكم تفعلون مـا كنتم تنهونهم عنه في انتخاباتهم، وقوائمهم، واتحاداتهم.
كـيف تبـررون مـا تـفـعلون لطلابكم؟ وهذه أهـم نقطة في الموضوع «الطلبة» الذين جاءوكم لنهل العلم، فماذا قدمتم لهم؟
على جميـع الأطراف التوقف حالا عن هذه الجعـجعة، وحل مشاكلهم وخـلافاتهم بعيدا عن أعين الإعلام، لأن الخاسـر الأكبر في هذه المعـركة هو جـامعـة الكويت بكل من فيـها، أكـاديميين، وإداريين، وطلبة وطالبـات، الكل خاسـر، والكل متضـرر، حتى سمعة هذه الجامعة متضررة!
وعلى وزيرة التربية والتعليم العالي نورية الصبيح تشكيل لجنة تحـقيق محـايدة من داخل وخارج الجـامعـة، وعلى تلك اللجنة أن توقف هذه الحرب المدمـرة للكل، وعلى جميع الأطراف أن يقبلوا بقرارات تلك اللجنة، مهـما كانت، هذا هو الحل الأمثل يا سادة.