مشاري العدواني
في السابق كانت لدي «ذرة» تقدير لبعض تقارير منظمة العفو الدولية (ايمنستي) ولكن، وبعد نشرها تقريرا قالت فيه «إن الكويت بالإضافة للمملكة العربية السعودية وروسيا والصين، تقوم ببيع أسلحة للسودان وان القوات السودانية تستخدمها في دارفور»، هنا طارت الذرة،لانه على ما يبدو أن من وضع التقرير.
أما جاهل أو متحامل على الكويت وفي كلتا الحالتين فهو وتقاريره يساويان صفرا على أي شمال، بل حتى الاصفار الموجودة على شمال أي معادلة تحترم نفسها قليلا ولا يشرفها وجود تقرير منظمة اللفو اقصد العفو الدولية، التي تدعي أن الكويت تزود السودان بالسلاح، في اعتقادي أن من كتب تقرير الإدانة ضد الكويت، هو من نوع «مرعوب»، تلك الشخصية التي ظهرت في مسلسل «الأقدار»، والذي كان يسمي البسكويت الشعبي الكويتي المخروطي (الدرابيل) انه منظار «دربيل» تشاهد به البواخر على شاطئ البحر!
وليس ببعيد على من كتب التقرير أن يعتقد أن مخلل «أچار ثوم الجبل» هو أسلحة دمار شامل، أو الماش الموجود في طبخة (المموش) هو طلقات كلاشينكوف، او «بطول المهياوة» قنابل حارقة.
الكويت تزود السودان بالسلاح، هذي قوية ودي اصدق بس ما اقدر، الكويت التي إلى وقت قريب لم تكن علاقتها بالسودان على ما يرام، الكويت التي لا تصدر إلى السودان إلا في وقت الأزمات والكوارث الطبيعية البطاطين والخيام، والمواد الغذائية والدوائية وجميعها بالمجان كتبرع من الهلال الأحمر الكويتي لمساعدة المنكوبين.
يعني تخيلو أن السودان الذي يصنف «بأم المجاعات» و«أم الكوارث»، والذي يصيبه خلال كل عشرين يوما فيضان أو مجاعة أو تطهير عرقي، تلك الدولة تدفع للكويت وبالدولار لشراء أسلحة!
نصيحتي للحكومة الكويتية أن تقوم بإرسال رسالة لمنظمة العفو الدولية، تحتوي على كلمة واحدة فقط وهي (هههه) فلقد لطّف «التقرير النكتة» الأجواء السياسية بالبلد.
اشكر جميع القراء الذين أرسلوا ايميلات، يستفسرون عن سبب توقف المقالات الأسبوع الماضي، وكذلك اشكر بعض الزملاء الذين اتصلوا هاتفيا، والموضوع ببساطة أنني قررت يوم السبت الماضي التوقف عن كتابة أي سطر لمدة أسبوع، في راحة للذهن، ولكن يبدو أنني «مدمن كتابة» فبعد 4 أيام، وبالتحديد في يوم الأربعاء، جاءت الأعراض الانسحابية للإدمان فكتبنا السطور أعلاه.