مشاري العدواني
اشـتــرى الممـثـل توم كـروز منزلا فـي بفـرلي هيـلز بولاية كاليفـورنيا الأميركيـة، تبلغ مساحته 1300 مـتر مربع، بمبلغ 35 مليـون دولار فـقط لا غـير، يعني بـالدينار على حـساب سـعـر الصرف يوم كتابة المقال 10 ملايين و174 ألف دينار وشوية خردة، أي أن المتر المربع طلع عـليه بحوالي 8 آلاف دينار وشـوية خردة.
عندما قرأت هذا الخبر في الموقع الإخباري على النت، قمت بفصل جهاز الكمـبيوتر من مكبس الكهرباء من حـالة ضيق التنفس التي أصابتني، وقلت مالي إلا الجرائد الورقية، لأقرأ في إحدى الصحف المحلية خبرا في الصفحة الأخـيرة، عن شراء رجل أعمال خليجي لوحة سـيارة وكـانت تحمل الرقم 5 بمبلـغ 6 ملايين دولار و800 ألف وشـوية خـردة، أي مـا يعـادل بالديـنار مليـونا و980 ألفـا وشوية خـردة، ولو افترضنا أن لوحـة السيـارة هي بنفس حجم لوحات السيارات في الكويت أي 30سم × 6 سم، إذن حجمها الكلي 180 سم2، إذن السنتـيمتـر طلع عليه بمبلغ 11 ألف ديـنار وشوية خردة.
طبـعا لا عزاء لمحـدودي الدخل على فكرة هذا المصطلـح، أجزم بأنه نتاج «مـؤامرة» من جمـيع أجهزة المخابرات والصهيـونية والماسونية وجميع التنظيمـات المشبوهة حول العالم، ماذا يعني بالله عليكم مصطلح محدودي الدخل؟ من الأفضل أن نسمي الأشياء بمسمياتها «فوق خط الفقر» نعم فهناك فـي العالم أناس فوق خط الـغنى، وهناك فوق خط الفـقر، والباقون الله يعينهم تحت خط الفقر، بس بلا بربسة.
اعتـقد أن كل قارئ من طبقـة فوق خط الفقـر، عند قراءته لمثل هذه الأخبـار، ستتـصارع في داخله الشـيوعيـة، والرأسمـالية، وشيـاطين الحياة المخملية، فيـقوم بركوب سيـارته الأميركـية والذهاب لأقـرب فرع بـنك، وتقديم طلب قـرض ليـبـدل سيـارته بألمانيـة ومـلابسـه بإيطاليـة، ويسـافر سـفـرة إلى الشـواطئ الأسبانية فـيصـحو فـجأة من الحلم الـوردي الجميـل، ليفـاجأ بالأقساط الشـهرية تلاحقه إلى سنة 2100 ولتزداد أمـوال الطبقة المخملية، الله يزيد ويبارك لكم بأموالكم، ولا تنسون إخوانكم من طبقة فوق خط الفقر، وتنزلون سعر الفائدة حتى ولو ربع المية.