مشاري العدواني
في بعض الأحيان تشـذ الديموقراطية عما خطط له المؤسـسون لكويت الحرية، ولكن يجب على الجـمـيع ألا يفقـد الأمل، وعلينا أن نتـذكر انه لكل شيء في الدنـيا فـوائد، وكـذلك أعراض جـانبـيـة، ولكن بعزيمة الرجال الصـادقين المحبين لتراب هذا البلد سنتـخطى الأعراض الجـانبيـة التي لن ندعهـا تؤثر على مسـيرة الدولة العـصرية، فـلنحاول نسـيـان ما حـدث ولنتـخط المرحلة بالتسـامح وبالتكاتف، وهو مـا أراده لنا المؤسـسـون لـكويتنا، وللجميع نهدي هذه القصيدة التي تذكرنا بكويت الأجـداد وهي من أشعار شاعـر الوطن الأول الـراحل أحـمــد المشــاري العدواني:
شــدا لـك الجــد وغنى الظـفــر
فـاخـتـال بدو وتـبـاهى حـضـر
أرض الجـدود والـليـالي ســيـر
هل أشــرقت إلا عـليك الســيــر
قـالوا: الكويت؟ قلت: ذاك كـوكب
تهــفــو له النجــوم حين تـنظر
العـــز في ســاحـــاته منـابت
طابت مـجانيهـا وطابت الشـجر
أرض الجــدود لا برحت للهــوى
منازلا يـخطر فــيـهــا القــمــر
عــشـنا على ثـراك يدعــونـا له
هوى عـلى نفـــوسنا مـــقـــدر
وذكـــريـات كلمــــا طافت بـنا
تنـفس الورد وفـــاح العـنبـــر
قل لـلكويت تـلك أعراس المـنى
يزفــهـــا إليك عــهـــد نضــر
صـحـائف التــاريخ رقت حـوله
تكـتب لـلخـلود مــــا يـقــــرر
مــا أعظم الدســتـور فـي ظلاله
شــعب عـلى أقداره يســـيطر
قـــائده إلى الـعــلا أميره
أكرم بمـن يقـــوده ويـأمـــر
شـيخ الأمــور مـا دجت مظـلمـة
إلا جـــــلاها منـه رأي نيـــــر
يمر بالخطب الـعـبـوس باسـمـا
كـالبدر في غـيب الدياجي يسفـر
العـــــزم والقــــوة فـي ردائه
تزينهــا الحكمــة والتــبـصــر
شـاد عـلى الحب أسـاس حكـمـه
والحب للـحكم الكريم مــصــدر