إننا لا ننكر أن مواقع التواصل الاجتماعي مهمة في وقتنا الحالي فتعدّ الآن شيئا أساسيا في حياتنا اليومية فهي منتشرة بين الكبار والصغار، ولها استخدامات كثيرة بصورها المختلفة والمتعددة، وكأي شيء في الحياة لها وجهان وجه مفيد ووجه ضار، فالوجه المفيد هو أن تطلعنا على العالم الخارجي وما يحدث حولنا، فقد جعلت العالم صغيرا وقربت المسافات، فنستطيع التواصل مع أي شخص حتى لو كان في آخر العالم، مهما تحدثنا عن مميزاتها وما أحدثته في حياتنا من تطور في التفكير والأسلوب سنأخذ وقتا طويلا، اما عن عيوبها فهي كثيرة أيضا.
إن الأغلبية العظمي من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أو ما تعرف حاليا بـ (السوشيال ميديا)هم من فئة الشباب، ويعتمدون اعتمادا كليا عليها في حياتهم والتواصل مع أصدقائهم من خلالها، ولكن هناك خطر عليهم منها أو بالأصح الأشخاص الذين يستغلون وسائل التواصل تلك للشهرة ونشر الفساد بين الشباب، ففي هذه الفترة انتشر الكثير من الأشخاص غير المسؤولين او غير المفيدين لشبابنا وأبنائنا، فهم مثل الظاهرة التي تحدث مرة واحدة وتتسع وتنتشر، فيقوم البعض بعمل ترويجات أو إعلانات لشركات ملابس أو عطور والكثير من الأشياء سواء كانت لشركات كبرى أو صغرى، فهذا نوع، أما النوع الآخر الذي يصور حياته اليومية وما يحدث فيها من أشياء غير جدية أو مفيدة، ولكن ليست هذه المشكلة المشكلة الكبرى في عدد الأشخاص الذين يتابعونهم ويقومون بتقليد طريقتهم في كل شيء واتخاذهم قدوة لهم، فهذه أكبر مشكلة اختفاء القدوة الحسنة.
لأننا نرى في الفترة الأخيرة تدني المستوى الأخلاقي في المجتمع، وذلك بسبب اختفاء القدوة الحسنة شيئا فشيئا من وسائل الإعلام وظهور أشخاص لا يمثلون عاداتنا وتقاليدنا ولا يمثلون الدولة، لأنهم يمثلون أنفسهم فقط كمشاهير ولعل أخرها خروج أحدهم وطعنه علنا بالمرأة، الأمر الذي أثار ضجة في الشارع الكويتي وكذلك الذين يستغلون الشهرة لكسب المزيد من المال بطرق شرعية أو غير شرعية، وهذا ما يتم النظر فيه من قبل المحققين في الحسابات البنكية.
تضخم الأموال في الحسابات البنكية لبعض المشاهير قد أثار الريبة فيتم التحقيق في هذا الأمر من قبل المسؤولين لمعرفة مصدر تلك الأموال، وهو ما أثار غضب بعض من هؤلاء المشاهير الذين يصرفون أموالهم ببذخ ويتباهون بهذا الأمر، دون مراعاة للآخرين، وهؤلاء يجب وضع رقابة عليهم ومنعهم من الظهور في الإعلام.
على المسؤولين في الدولة اختيار الأشخاص الذين يظهرون على وسائل الإعلام بعناية فائقة، فيجب أن يكون ذا أخلاق عالية، فهو يمثل الدولة والبيئة التي يعيش فيها، فالهدف منه هو نشر الأخلاق السامية بين الناس، والحث على الابتعاد عن الأشخاص أصحاب الشهرة المزيفة، نحتاج شخصا صادقا لا يبيع كرامته من أجل المال، الإعلامي هو عبارة عن واجهة لدولته فبيده أن يجعل الواجهة حسنة أو سيئة.
«مسج»: الأخ الفريق عصام النهام دخلنا الشهر الثالث ولازلنا ننتظر مقابلتك، للعلم فقط.
*رئيس تحرير جريدة حدث الألكترونية
[email protected]