إن التطور التكنولوجي الذي نعيشه في عصرنا هذا أدى إلى تغيرات كثيرة في حياتنا، فقد انتشرت مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف أشكالها بسرعة كبيرة في العالم، وأصبح يستخدمها الكبار والصغار، فمهما كانت لها مميزات من حيث تسهيل طرق استعمالها والتواصل مع الآخرين والتطلع الى ما يحدث حولنا من أحداث، إلا أن لها عيوباً أيضاً، ومن أكثر مستخدمي تلك الوسائل هم الشباب.
حيث يستخدم الشباب اليوم وسائل التواصل الاجتماعي بكل أنواعها بكثرة فهي تعتبر اليوم شيئا أساسيا في حياتهم اليومية، وأثبتت الإحصائيات أن عدد مستخدمي تلك الوسائل يزداد يوما بعد يوم، ولكن هناك من لا يدركون مدى خطورة هذه المواقع وما قد تؤدي بهم، فلدينا على سبيل المثال موقع (تويتر) فهو يعتبر مدونة ليسجل الشخص ما يجول بخاطره من آراء وأفكار وطرح بعض القضايا السياسية أو الاجتماعية، وقد يؤثر رأي ذلك الشخص على الآخرين، أو قد يدخل في نقاش حاد مع أحدهم يخالفه الرأي الأمر الذي قد يصل إلى السب والقذف والمساءلة القانونية.
ومن خلال بحثي في المحاكم وجدت عددا هائلا من القضايا التي ترفع بسبب وسائل التواصل الاجتماعي وما يحدث فيها من خلافات وابتزازات وسب وقذف، وقد لا يعرف الشخص أن بضع كلمات يكتبها قد تؤدي به إلى السجن ويصبح حينها من أرباب السوابق بسبب (تغريدة) دون فعله للجريمة، وكل هذا يحدث بسبب عدم فهم هؤلاء الشباب للقانون الذي لا يفقهون فيه شيئا فهم ما زالوا صغار، وتفاعلهم مع الإساءات التي تنتج من الآخرين.
تنتشر الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بسرعة البرق ونجد الشباب ينجرفون خلف تلك الشائعات فتؤدي بهم إلى المساءلات القانونية، وتحاول وحدة الجرائم الإلكترونية محاربة المروجين للإساءات وأصحاب الإشاعات، ووضع عقوبات لذلك.
مع زيادة الجرائم الإلكترونية من اختراق حسابات شخصية وابتزاز وسب وقذف لذلك نتمنى من وزارة الداخلية توعية شبابنا بالقوانين الخاصة بالجرائم الإلكترونية ومراقبة تلك الوسائل التي تذهب بأولادنا سدى، ومنع انتشار أي إشاعة تظهر على شخص ما، ومراقبة مشاهير السوشيال ميديا وما يقولونه قد يتسبب في فساد أخلاق أبنائنا، أم الشباب فيجب أن يعوا ما يكتبون ويقولون ولا يذهبون خلف تلك الإشاعات والإساءات، فكل كلمة يكتبونها يحاسبون عليها، ودور أولياء الأمور هو توعية أبنائهم ومعرفة كل ما يفعلونه خلال وسائل التواصل الاجتماعي فقد يدمر أحدهم حياته دون إدراكه.
٭ (باقة ورد) لمعالي الفريق عصام النهام وكيل وزارة الداخلية على حسن معاملته وخدمة المواطنين.
*رئيس تحرير جريدة حدث الألكترونية
[email protected]