قال صلى الله عليه وسلم: «إن من ضئضئي (أي: صلبه ونسله) هذا قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز (يتعدى) حناجرهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون (يسالمون) أهل الأوثان يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لئن أدركتهم أقتلنهم قتل عاد» (متفق عليه).
هم هكذا كما أخبر الحبيب المصطفى عنهم فلا يمكن إطلاقا أن تتعدى ملامحهم وتقاسيمهم الانطباقات النبوية، والاعتبارات التي نراها من زوايا العقل والدين والإنسانية، وحتى نتماشى مع كل معطيات هذه الفئة الضالة لا يجب أن نجعل من سماحتنا وأعرافنا النقية نظرة تفحصية في تحليل صورة المشهد سياسيا أو أخلاقيا أو دينيا.. فمواقعنا الفطرية تختلف جذريا عن مواقعهم وإنصافنا مع أنفسنا وتسليم جوارحنا وأنفاسنا وأقوالنا وأعمالنا لمنصة الإسلام، بعيدة كل البعد عنهم وعن واقعهم الذي يعيشونه ويتشدقون في خزعبلاته ليلا ونهارا فهوسهم بخلافتهم المزعومة وطاعتهم لكبيرهم الذي علمهم السحر، واستحلال كل الدماء التي أريقت دون رأفة أو هوادة، وتكفير المجتمعات التي توالي حكامها، والحث على شق عصا الطاعة الخ.. كل هذه الأمور لابد من فك شفراتها بدقة متناهية لتكون على طاولة المنطق والحل والاستدراك.
- لنقرأ داعش جيدا..
يسيرون قوافل مرصصة بسيارات (الجيب 2015) الجديدة من الرقة السورية إلى الموصل العراقية دون أن تطلق عليهم رصاصة واحدة، يقاتلون وينتصرون عبر أسلحتهم الخفيفة وكأن الطائرات والبوارج والمدافع والدبابات لم تصنع بعد؟ يتحركون في كل المواقع العراقية والسورية ويستحلون مدنا كاملة دون معارك أو مقاومة تذكر، يدخلون حدود دول الخليج وكأنهم أشباح. من أنتم؟ وماذا تريدون؟.
حق لنا أن نطرح هذه الأسئلة وأسئلة معتبرة ساخنة على صفيح الأحداث الراهنة؟ من هو عراب داعش الذي أمن لهم كل هذا الدعم اللوجستي داخليا وخارجيا؟ ومن المستفيد من هذه اللعبة إقليميا؟ ولماذا دول الخليج هي المستهدفة قبل غيرها؟ ولماذا لا توجه داعش بنادقها نحو إسرائيل أو نصرة إخواننا في غزة؟ لماذا؟ لماذا؟.. ولعل الإجابة نجدها في كلمة أبو محمد العدناني، المتحدث باسم التنظيم، والتي دعا فيها عناصر التنظيم في العالم، لتنفيذ عمليات إرهابية في (شهر رمضان على غرار الغزوات النبوية) وقد تبنى فعليا تنظيم داعش الإرهابي 3 تفجيرات في فرنسا وتونس والكويت في آن واحد وقبلها في القديح والعنود على أرض الشقيقة المملكة العربية السعودية، ومن هنا نقرأ بأن هذه العصابة تتمرغ جهلا وتصعرا في فهم صفحات الفتوحات الإسلامية الشريفة من جهاد وغلبة وتوحيد وحدود حقة وجعل منها نسخة أخرى لتعيدها واقعا شيطانيا لا ربانيا على أراضي المسلمين حكاما ومحكومين فهم ينظرون بنظرة تسطير ملاحم الخلافة وإن كانت على جثث المسلمين الأبرياء الآمنين وعملا بتطهير الشعوب العربية والخليجية تحديدا من معتقداتها وتبعياتها كما يزعمون، فلا نتهاون أو نقلل من أهمية هذا الفكر المنحرف الذي يتمتع بمجاميع نشطة شبابية مغرر بها أصابت ومازالت تصيب مجتمعاتنا في مقتل وفتنة، متعززة ومتحصنة بالجيوب النائمة والمختبئة في ثنايا أمننا واستقرارنا ينتظرون ساعة الصفر ليحققوا انتصارا في ألفيتنا الجديدة كانتصارات عهد النبوة والصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان على أعداء الإسلام في شهر رمضان وغيره من الشهور ويأخذون منها ذريعة وتبركا.
- لنقرأ داعش جيدا.. فوالله هم (خوارج العصر) كما أخبر عنهم كبار أهل العلم المعتبرين الربانيين، ولا عجب فهم أولياء الشيطان الرجيم الذي أخرج لنا المجرمين أبو لؤلؤة المجوسي وعبدالرحمن ابن ملجم، فهما من عززا ثقافة الجريمة وقتل الأنفس الطاهرة في (مساجد الله) ومنهما انطلقت سرايا الغدر والخزي والخيانة ولاحول ولا قوة إلا بالله، وللحديث بقايا ألم وإطراق وتراتيل..
[email protected]
engmubarakq8@