أجندة بعض دولنا «الأمنية» وأولوياتها «الإقليمية» غير متوازنة إطلاقا مع تطلعاتنا وبها الكثير من اللغط والشد والجذب والبعض غير متجانس مع الآخر والحوادث والمواقف خير شاهد على ذلك والبعض الآخر يحتضن أشخاصا مهجرين من بلادهم عليهم ألف علامة استفهام وتعجب ويتناطحون القرار السياسي النافذ!
نضرب من بعض البقع الإقليمية كل يوم «تفجير - جواسيس - دعم ميليشيات» وملل ما أنزل الله بها من سلطان ترعى الفئوية والطائفية والتبعية في الأراضي العربية تقاتل في العراق وسورية واليمن علانية ونحن نتفرج ولا نحرك ساكنا والأمن القومي الداخلي مهلهل ولا نعرف غير لغة الشجب والاستنكار.
دول العمق تقاتل نيابة عن الأمة في اليمن وهذا لا يكفي وجل القوى المشاركة هي قوى «رمزية وشكلية» وهذا ما أثقل كاهل الإنجاز والحسم، علاوة على تراشق القبائل والفصائل المعارضة والتقدم السلحفائي في عاصفة الحزم (اليمن) وخاصة بعد تحرير عدن.
اتفاق سابق بين أميركا وإيران بشأن الملف النووي ورفع العقوبات «على أي أساس؟ وماذا بعد»؟
ضياع خارطة طريق سورية حتى أصبحت أرضا خصبة لشرذمة مأجورة تقاتل بالإنابة الكل يقاتل فيها والأسد مستفيد من هذا الشتات ويبدو انه سيستمر في الحكم وإن كان مهتكا لكن الظروف في صالحه لاسيما بعد أن ضاع الملف السوري من أيادينا.
ضبابية الرؤية في اتفاق جنيف ولا عزاء للجيش الحر والمعارضة والحكومة السورية الانتقالية «من المستفيد»؟
حق الفيتو الثنائي الخطير (روسيا - الصين) وكيف عرقل القضية السورية وخلط أوراقها - وكيف خلق من الضغط الإقليمي الإيراني فرصا وأوراقا رابحة كفيلة بتغيير الخارطة من الداخل والخارج.
أين عشائر وأعيان ومشايخ وعلماء العراق. أين هم من داعش؟ لماذا سلموا الديار لهم؟ لماذا لم يقاوموا؟ لماذا هم ضعفاء هكذا؟ «الموصل سقطت في دقائق وها هي الموصل أصبحت إمارة داعش المركزية؟»، هناك سر؟!
ما المانع من وصول «داعش» لحكم العراق باكتساح من خلال انتخابات شعبية شكلية يتم التصديق عليها والاعتراف بها «على زعم أنها ديموقراطية ويجب احترامها طريقا للخلافة المزعومة» طمعا في خلق إسلام سياسي جديد في المنطقة وستبارك بعض القوى الإقليمية هذا التحول.
تساؤلات بريئة:
ما الذي يمنع القوى العظمى من الاعتراف بالدولة الإسلامية؟ هل تخاف من أحد؟ هل لديها اعتبارات أخلاقية حيال المنظومة الخليجية العربية؟ - ما الذي يمنع القوى العظمى من غرس واستحداث دول جديدة من شعب جديد ومرتزقة إلى جانب أو حول أو فوق أو تحت الدولة الإسلامية (داعش) في البقاع العربية الممزقة؟ أليست هي من غرست إسرائيل في الوطن العربي الطاهر؟!
ما الذي يمنع القوى العظمى من الدفع دوليا عبر نفوذها الممكن وغير الممكن من جانب سياسة «حق تقرير المصير» في بعض الشظايا المتفرقة من هنا وهناك؟ هل يمنعها أحد؟ وهل أعددنا لهذا اليوم؟
هل تستطيع دولنا الصغيرة «إحراج المجتمع الدولي» من خلال احتواء وكسب الرأي العربي والإسلامي؟ وخطف الجمل بما حمل «لوجستيا» عبر خطط ومواثيق وعهود واستثمارات معتبرة لا تتزعزع ولا تهتز وخاصة أنها عضو في كثير من المنظمات العالمية وصناديق النقد؟ - هل تستطيع دولنا تلقيح وتطوير وتليين الخطاب الشرعي الجامد والانتقال نحو التوسع المنهجي الشمولي عبر إشراك كل الأطياف الدينية الشرعية «في مختلف العالم» وذلك من خلال مؤتمر عالمي يقام كل ٦ أشهر ويطرح من خلاله نظرات معتبرة ومرنة تسع الرؤى تحت مبدأ الثوابت العامة والحد الأدنى من الفهم السليم للإسلام وتعاليمه والتركيز على «فقه الجهاد والأولويات والواقع - الحاكم والمحكوم - البيعة - الخروج على ولي الأمر - الطاعة - الولاء والبراء - التبعية - والخ..»؟
ختاما: وعبر هذه الخواطر المبعثرة، فإن كل ما سبق من سرد وحوادث وإطراءات تصب في حوض دولنا بشكل رئيسي ومباشر جدا لذلك سنبقى في نظر القوى الضاغطة الدائرة الأضعف والأقرب للتضحية بها فنحن المطمع الديني، والاقتصادي، وسنظل هكذا إلى أن يفتح الله علينا وعليهم.
ومنا لكم يا قراء.
[email protected]
twitter @engmubarakq8