عندما تتحول القطعة الفنية (الغنائية) إلى لوحة مرعبة وكابوس خانق! فلا عزاء للفكرة والرسالة والحق والحقيقة والنبل، وعندما تتموج الحناجر الذهبية بين ضجيج الغربان الضائعة! فليس هناك ما يستدعي السماع أصلا، وعندما يهرول الشاعر الولهان على فتات الكلام الفضفاض! فلم الهدر في إضاعة ساعات الكتابة والعصف الذهني (المرهق)؟ ومن هنا نقول: العمل الغنائي بشتى مجالاته له ألف مدخل ومخرج، ولكن الأغنية التي تلامس (الوطن والمواطنة): إن لم تكن راقية سامية طامحة (جامعة) فمكانها على هامش الجمود والانتقاد الحاد! لأن المتلقي لديه من (قداسة الولاء والبراء والانتماء) ما يجعله منعكسا إما إيجابا وإما سلبا! لأن احترام الذات المصونة كانت وستكون هي سيدة الموقف بالرغم من كل التجاذبات والتناحرات والاصطفافات! لاسيما أن بيت القصيد يحوم حول المفردة الوطنية المصيرية التي تتسلل طوعا في الذائقة كما يتسلل الهواء والماء، فلا يمكن جمع الشتات وشحذ الهمم وتوقير المواقف من خلال نقش فني محدود فيه من الكم الإقصائي السلبي العدائي ما يغطي وجه الإنسانية! كما أن للشاعر تركة ثقيلة يجب حملها ووضعها في المكان الصحيح وإلا فستنحدر المفردة نحو منزلقات لا آخر لها لأنه هو البذرة الأولى في ولادة المشروع (السمعي والمرئي)، فبه يتحول النقش الفني ويتلون كما تتمترس ماهية الكلمات والطرح والهدف!
باختصار: الأرض.. الميلاد.. العلم.. الكيان.. المصير.. ركائز مهمة في جبين المواطن الصالح، الذي يعي أن الفداء هو الملاذ الأوحد لرد جميل بلاده وحضنه وترابه، فلا قداسة لفنان قدير أو ملحن مشهور أو تنفيذ موسيقي وإخراجي فذ أمام مساس مباشر أو غير مباشر (للعشق الأول) الذي لا يموت ولا يمرض، ألا وهو (الوطن).
وللحديث بقية.
[email protected]