الوطن قيمة عظيمة للإنسان، بل إن أغلى ما يملك المرء الدين والوطن، وحب الوطن فطرة في نفوس الناس.. قال الغزالي: «والبشر يألفون أرضهم على ما بها، ولو كانت قفرا مستوحشا، وحب الوطن غريزة متأصلة في النفوس، تجعل الإنسان يستريح إلى البقاء فيه، ويحن إليه إذا غاب عنه، ويدافع عنه إذا هوجم، ويغضب له إذا انتقص».
والكويت وطن السلام والوفاء والعطاء وهي أرض للصداقة والسلام في كل عهد وزمان وتمتاز بعلاقاتها الراسخة على الاحترام المتبادل مع الجميع والعمل المشترك لما فيه خير الإنسانية في كل مكان من هذه المعمورة، وترى الأمم المتحدة في الكويت دولة ذات دور حيوي وفاعل على المستوى التنموي والإنساني ونشر السلم والأمن وأنها بالرغم من صغر مساحتها الجغرافية، إلا أنها كبيرة ببصماتها الواضحة في مناطق عدة حول العالم ودورها الرائد في تكريس ثقافة الحوار لنشر السلام وتحقيق الأمن والتقارب بين الفرقاء، وهنا نتذكر قول سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه: «وقد سنت الكويت لنفسها منذ استقلالها نهجا ثابتا في سياستها الخارجية ارتكز على ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية لكل البلدان المحتاجة بعيدا عن المحددات الجغرافية والدينية والعرقية، انطلاقا من عقيدتها وقناعتها بأهمية الشراكة الدولية».
إن مسيرة الكويت حافلة منذ نشأتها بالعديد من المبادرات والمواقف الإنسانية التي أسهمت في ترسيخ السلام ونشر ثقافة العمل الإنساني، ومفاهيم التعاون الدولي ومساعدة الدول والشعوب على تجاوز الأزمات وتحقيق السلام والأمن الدوليين، ومن أهم أدوارها الفاعلة السعي في الصلح بين العديد من الدول وحل الخلافات.
والكويت تتميز في مجال العمل الإنساني، فقد امتدت المساعدات الكويتية لتشمل كل القارات وفي جميع القطاعات الإنسانية والتنموية والتي قدمت إلى الدول والحكومات والمنظمات الدولية، ومؤسسات المجتمع المدني، والجمعيات الخيرية، حتى أصبحت الكويت مدرسة في العمل الإنساني والخيري، وللكويت مبادرات ومواقف إنسانية في مجالات البناء والتنمية والاستثمار البشري ودعم البحث العلمي، وتتويجا لدورها في العمل الإنساني عالميا وتعزيزا لمكانتها كدولة تنتهج سياسة السلام والعمل الإنساني جاءت تسمية الكويت عام 2014 مركزا إنسانيا عالميا، وأميرها قائدا للعمل الإنساني من قبل الأمم المتحدة.
وطن مثل الكويت يعد نعمة عظيمة من نعم الله عز وجل على الإنسان تستوجب هذه النعمة المحافظة عليها بالأفعال دون الأقوال، فالمواطنة الحقة قيم ومبادئ ومسؤولية على الكبير قبل الصغير ونصيحة وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، وانتماء وتضحية وإيثار والتزام أخلاقي على الفرد والمجتمع.
وطن السلام الكويت يستذكر في هذه الأيام ذكرى الاستقلال والتحرير، والصمود والتضحية، ومعرفة الصديق من العدو، وحب الكويتيين للكويت ولآل الصباح، والبناء والتنمية والازدهار والتعمير للوطن، يستذكر من هو المصلح والمفسد، من يعمل لأجل الكويت ومن يعمل لمصلحته، ويستذكر بكل الوفاء والدعاء لشهدائه الأبرار وقادته الكبار والنساء والرجال المخلصين لهذا الوطن.
ولأن السعي للكمال مطلب ولوطن السلام أفضل وأجمل، وإن اختلفنا واختلفت عزائمنا في هذا، نكرر دعوة المصلحين المحبين لوطنهم بالعمل الجاد لمصالحة وطنية وإصلاحات سياسية واقتصادية حقيقية وعدالة اجتماعية متكاملة ومعالجة إنسانية عاجلة للبدون.
ختام الومضة: متفائلون في قيادتنا الحكيمة تحت راية صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد، بإكمال مسيرة وطن السلام إلى النهضة والاستقرار والازدهار والمزيد من الخير، سائلين المولى أن يحفظ الوطن وأهله ويديم علينا وعلى الجميع الأمن والإيمان والسلام.
mbrkwtdusari@