معدل الوفيات حول العالم وفق تقديرات الأمم المتحدة 8.6 أشخاص سنويا لكل 1000 شخص، وفي كل الأحوال فإن أسباب الموت مختلفة، ولكن النتيجة واحدة.
الموت يحوم حولنا كل يوم، شبحه هاجس كل حي، لم يسلم منه طفل رضيع، فكيف بشيخ كبير، الموت الحقيقة التي لا غبش فيها، فكم من صفو حياة قد كدر، وكم من فرحة وئدت في مهدها، وكم من صاحب مال لم ينتفع به، وكم من صاحب منصب رفيع زهد فيه، حينما حل بدارهم هادم اللذات!
قد يسلم الإنسان من المرض، وتبتعد عنه الهموم، ويكون في بحبوحة من العيش، ويحيا حياة لا تشوبها شائبة، ولكنه «سيموت».
نعم سيموت، في الحديث الشريف، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يبقى على رأس مائة سنة ممن هو على وجه الأرض أحد» (في الصحيحين).
قال ابن حجر في «الفتح»: ووقع الأمر كذلك، فإن آخر من بقي ممن رأى النبي صلى الله عليه وسلم أبو الطفيل عامر بن واثلة وكانت وفاته سنة 110 من الهجرة، وذلك عند رأس مائة سنة.
الموت هو التوقف عن القيام بأي نشاط وظيفي حيوي، كالتنفس والأكل والشرب والحركة والتفكير.
وفي الإسلام، الموت هو نهاية حياة الدنيا وبداية حياة الآخرة، وينظر له على أنه فصل الروح عن الجسد ونقلها من الدنيا إلى الآخرة.
فالموت هو الفاصل والقاطع لعلاقة الروح بالجسد، فالجسد هو القالب الذي وضعت فيه روحك وهو الحيز الذي ستدخل فيه روحك الاختبار بالدنيا وتنتهي قيمته وسيدفن وسيبلى الجسد بخروج الروح منه، فلا قيمة للجسد من دون الروح.
الموت هو القدر الذي لا مناص منه وعنه، فقد تنجو من الفقر بالغنى، وقد تتعافى من المرض بالصحة، وقد تسلم من الفضيحة بالستر، ولكن الموت نهاية كل حي وخاتمة كل انسان والقدر المحتوم الذي سيقع وإن طال الزمان.
الموت هو الذي تهرب منه إليه، وهو الزائر الذي لا يستأذن، والضيف الذي لا يبرح حتى يقبض الروح الموكل بقبضها، يقول تعالى (ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون).
الموت يخاطبك أنت نعم «أنت»، الكاتب والقارئ والمتلقي على حد سواء، سيذوقه ويتجرع مرارته ويحل بباب كل من هو على ظهر هذه الأرض.
يقول كعب بن زهير:
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته
يوما على آلة حدباء محمول
نسأل الله عز وجل أن يختم لنا جميعا الخاتمة الحسنة والنهاية الطيبة وأن يرزقنا الفردوس الأعلى من الجنة.
[email protected]