رغم كل التطورات الميدانية التي تحدث في غزة، يوما بعد يوم، بسبب العدوان الإسرائيلي الغاشم والظالم والمستبد، على أراضيها، فإنها ستظل رمزا للصمود والتحدي.
فالعدوان الإسرائيلي الذي استمر لأكثر من 40 يوما على القطاع، ليس وليد اللحظة، ولن يكون الأخير، إنه خطة موضوعة بعناية فائقة، وبدراسة متأنية، ستجدها في بروتوكولات صهيون وفي كتاب هرتزل، وضمن توصيات زعمائهم الرمزيين.
الأمر بالنسبة للجانب الإسرائيلي لا يتعلق بالهجوم الأخير الذي نفذه أحرار غزة، وأثبتوا فيه للعالم أن الكيان الصهيوني هش، ومنظومته الدفاعية مهما كان تطورها ومهما بلغت تعزيزاتها إلا أنها ستقف عاجزة أمام إرادة شعب فلسطين، ورغبته في دحر العدو المغتصب لأراضيه، كما أنه لا يتعلق بمحاولة تحرير الأسرى الإسرائيليين الذين وقعوا تحت الأسر من قبل مجموعة من رجال غزة لا تمتلك من مقومات القتال إلا الزهيد والقليل، بينما هؤلاء الأسرى الذين يستوطنون بيوت وأراضي الفلسطينيين لديهم أقوى الأسلحة وأكثرها تطورا، ورغم ذلك وقعوا في الأسر، ومع ذلك تم تجاهلهم من قبل السلطة الإسرائيلية، في مقابل تحقيق مخططاتهم القديمة.
فالأمر في خلاصته، يتعلق بالحقد الصهيوني، والرغبة المبيتة في تهجير وتصفيه أرواح الغزاويين، الذين يمثلون لهم ما يشبه الشوكة في حلق أطماعهم وتعنتهم أمام العالم.
وما سرع في تنفيذ المخطط الصهيوني في إلحاق الضرر والأذى بأهل غزة، الصدمة التي تلقوها، حينما اقتحمت مستوطناتهم المعزز بالأسلحة والحماية المتطورة مجموعة من المقاومة الفدائية، تمتلك العزيمة الجبارة، والرغبة في تكبيد العدو الخسائر، ولأن النية مبيتة، قامت آلة الصهاينة بالقتل والتلويح بالتهجير، وحشد التأييد الغربي والأميركي، ومن ثم بدأ العمل المسلح الذي يشاهده العالم، من قتل للأطفال والضعفاء بشكل عشوائي، والتنكيل بالبشر، كي يثبتوا أنهم هم الأقوياء، أي أنهم يستعرضون قوتهم على مواطنين عزل.
إن الكويت الطيبة، لم تقف مكتوفة اليدين، بل كانت في طليعة المسارعين في الإغاثة، من خلال الجسر الجوي اليومي الذي انطلق من هذه الأرض الطيبة، ليكون عونا لإخواننا في غزة، وهم في حصار لا إنساني فرضه الصهاينة عليهم من كل جانب، من دون الانتباه إلى أن هناك مرضى وعجائز وأطفالا وضعفاء لا حول لهم ولا قوة.
إن الكويت في هذه اللحظة المفصلية من تاريخ عالمنا العربي والإسلامي، وفي ظل هذا العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة، تكون قد سجلت أنبل وأرقى المواقف، مما يدعونا لأن نكون في فخر دائم بها.
اللهم احفظ الكويت وأميرها وولي عهده الأمين، وأهلها وكل من يقيم على أرضها الطيبة من كل مكروه.