في عالمنا العربي غالبا ما ترتبط المناصب القيادية خاصة في القطاع العام اي الحكومي بالعمر الكبير اي لمن تجاوز الـ ٦٠، ايضا تنطبق على القطاعات العسكرية والتي تستلزم أقدمية وتدرجا وظيفيا لا يمكن تجاوزه وفي مقابل هذا الوضع الذي لم ولن يتغير، والدليل على ذلك ما سمي بثورات الربيع العربي وما صاحبها من تمكين الشباب، بقي الحال على ما هو عليه، وعلى المتضرر أن «يطق راسه في الطوفة» وفي مقابل هذا الوضع الذي أقل ما يوصف به أنه عقيم نجد الوضع مختلفا تماما في دول العالم المتقدم والدليل على ذلك تولي جاستن بيير جيمس رئاسة وزراء كندا ولم يكمل العقود الـ 4 ورئيس فرنسا ماكرون وأوباما وغيرهم ممن تولوا إدارة ليس شركات وإنما دول.
في الحقيقة، ما أريد التحدث بشأنه مرتبط ببعض المسؤولين، فنجد ان بعض هؤلاء يمارس أسلوب المركزية في العمل وهذه المركزية في الغالب تمارس من منطلق انعدام الثقة في النفس والقدرات وربما ناتجة عن يقين المدير بانه يحصل على المنصب بالمحسوبية أو لانتماء معين «والكل يعي ما أقول» ومركزية العمل يترتب عليها حتما افتقاد الإدارة الوسطى روح المبادرة وعدم اكتساب وتناقل الخبرة بحيث يحدث فراغ متى ما ترك المدير المركزي مهام عمله بشكل مفاجئ، إذن ما هو الحل إزاء وضع سيستمر على الأقل لعدة عقود في مديرين يصلون إلى مناصبهم دون استحقاق فعلي؟ أعتقد أن الحل يتمثل في إلزام اي مسؤول وقبل ان يتسلم مهام عمله بالالتحاق في دورة يتلقى فيها فنون القيادة والإدارة والإيجابية المترتبة على توزيع الصلاحيات إلى نوابه ومساعديه وتأهيل الصف الثاني من العاملين ودعمهم وتبني أفكارهم وطموحاتهم ولا بأس من أن تكون الوظيفية مرهونة باجتياز الدورة وإن كنت أشك.
زبدة الحچي: القيادي الناجح هو من يعطي الصلاحيات ويوزعها ويكون مثل كابتن فريق كرة فهو لاعب يبذل أقصى جهد وفي ذات الوقت مطالب بتوجيه ودعم زملائه ومنحهم الثقة داخل أرضية الملعب.
اللهم احفظ الكويت وشعبها من كل مكروه.
[email protected]
@mkmalyaseen