يتألمون اذا أصابنا مكروه لا قدر الله، يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا، ونحن نبادلهم نفس الشعور وهذا ديدن شعوب دول مجلس التعاون الخليجي المتجذرة في هذه البلاد الغالية والمقدسة، والتي تجسد صورا جميلة من التلاحم والتعاطف معا في السراء والضراء متمثلين قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»، والأعداء اليوم كعادتهم عبر التاريخ يحاولون النيل منها بشتى الطرق وبكل الوسائل الخبيثة تحت مسميات ما انزل الله بها من سلطان، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره وينصر جنده وأولياءه ولو كره المجرمون الحاقدون أعداء الحق والخير والنور، فهم يكيدون لها وينتهزون الفرص ليعيثوا فيها فسادا من حروب مقنعة بالوكالة حينا من خلال مرتزقتهم، وحينا آخر من حروب إعلامية ضالة ومضلة ، فهناك مناوشات جنوبية بمخططات شرقية واجندات غربية، خفافيش الظلام يحيكون المؤامرات ليلا مع الشرق والغرب لينفذوا أجنداتهم وخططهم الجهنمية الحزبية الشيطانية لتخريب البلاد وترويع العباد الا أن الله لهم بالمرصاد.
فقد أحبط الشعب السعودي الوفي بكل أطيافه بإيمانه القوي بالله والتفافه حول قيادته الحكيمة المتمثلة بسيدي خادم الحرمين الشريفين سلمان الحزم والعزم ومن خلفه رجال لا يخافون في الله لومة لائم، وبتلاحمه وتعاضده معا لتحطيم كل المخططات المشبوهة والخبيثة بجنود «كليوث الشرى» متمثلين برجال أمنه وقواته المسلحة وبتوجيهات من القيادة السياسية لخادم الحرمين الشريفين، حفظه الله ورعاه وسدده على الخير والحق ونصر خطاه.
ففي كل يوم يزداد الولاء وترتفع مشاعر الإيمان والحماسة والاستعداد لمزيد من التضحية والعطاء لهذا الوطن المعطاء من باب الحب والوفاء والفداء لبلاد الحرمين الشريفين، فالوطن يستمد قوته من شعبه، فالشعوب هي صمام الأمان والحصن الذي يتصدى للشائعات بل يحطم المؤامرات تجاه الطابور الخامس الذي يثير الفتن ويحبط العزائم، كما ان الشعوب هي التي تنبذ العنصرية والطائفية والقبلية وتكرس القيم وتعزز مفهوم الولاء وحب الانتماء!
فالشعب السعودي الوفي أثبت معدنه الأصيل بتفاعله وتعاضده رغم عفويته وبساطته وطيبته وتسامحه ووعيه، ففي كل أزمة يزداد الوطن صلابة وقوة تتكسر وتضعف أمامها قوى الشر والفساد بفضل من الله ثم بوفاء وبسالة رجال الأمن فمنهم الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من استشهد فداء للوطن ومنهم من ينتظر ولا يزال يضحي بالنفس والنفيس من أجل سيادة وطن وكرامة شعب !
فقد جسدت روح التلاحم سياجا منيعا لحفظ الأمن محبة وتفانيا وولاء والتفافا حول القيادة التاريخية والمشرفة للمملكة العربية السعودية الشقيقة معتصمين بحبل الله المتين وبإيمان لا يلين و بروح الأسرة الواحدة، وشعب هذه قيمه وقيادة رشيدة تحفه القلوب المؤمنة ويحتكم لشريعة الله ويتوكل على الله في كل أمور حياته لا بد أن ينتصر ويقهر الأعداء مهما تعددت مشاربهم ومسمياتهم بإذن الله، ونجاح المملكة الباهر هذا العام في تنظيم الحج الذي صفق له الجميع ضربة معلم موجعة لكل من يكره العروبة والإسلام.
باختصار: هنيئا لكم بسلمان الحزم يا شعب العزم ويا جنود الحسم ...
فالمملكة الشقيقة الكبرى تملك شعبا وفيا مخلصاً فهيما...
واعلاما راقيا مدركا ورزينا...
وحكومة واثقة واعية رادعة لكل معتد أثيم!
[email protected]
M_TH_ALOTAIBI@