هناك من يكتب تغريدته ولا يعي ما يكتب، وهناك من يقرأ ولا يفهم ما يقرأ، وهناك من يكتب ويغرد ويدرك المغزى، وهناك من يقرأ ويفهم المعنى!
من حق كل فرد أن يبدي رأيه من دون التعدي على الآخرين، شريطة أن يلتزم بالكتابة تحت اسمه الحقيقي، من دون أن يختبئ وراء عباءة الأسماء الوهمية و«الأكاونتات» المشبوهة!
هناك للأسف من يبيع ضميره قبل عقله ويسلم نفسه لغيره بعد أن اشتراه بحفنة من المال وسلب حرية رأيه ليصبح أداة تضرب الآخرين وفق مصالح شخصية وأجندات انتقامية!
قال تعالى في كتابه الكريم: (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله).
وعندما يجد بعض ضعاف النفوس ممن لا يخافون الله متنفسا للتعبير عن آراء غيرهم بطرق ملتوية وبحروف عوجاء وأسماء وهمية، عندها تدرك أن ثقافة القيم قد انعدمت وأن الأخلاق قد ولت!
نتفهم أنه حق مشروع أن تقول ما تشاء وأن تكتب ما تشاء إذا كنت تحمل صفتك ومسماك الشخصي لكن من دون أن تتعدى على حرية وكرامة الآخرين أو أن تمس الأشخاص وتنعتهم بصفات لا تمت إلى القيم والأخلاق بصلة!
وللأسف هناك الكثير من الجهلاء في عالم «تويتر» من يبث الشائعات حتى وأن كانت مضرة لبلاده، فالمهم عنده البحث عن مزيد من «الريتويت» من دون أدنى إحساس بالمسؤولية تجاه وطنه، وبالمقابل هناك الكثير من العقلاء ذوي الرأي السديد والكلمة الطيبة التي تعكس شخصية هذا المغرد المتزنة عبر حروفه الراقية وكلماته الوافية بحق وطنه والآخرين!
وبعد ارتفاع معدل قضايا سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي سارعت منصة «تويتر» إلى الإعلان عن إطلاقها قواعد جديدة أكثر صرامة لمطوري التطبيقات لحذف كل من ينتهك قواعد السلوك الخاطئة في المنصة، إلا أنه مازال هناك الكثير من عديمي الإحساس «الغوغائيين» خفافيش الظلام في عالم «تويتر» الذين يعيثون في الأرض فسادا، ينعقون هنا ويشككون هناك، يبثون سمومهم إرضاء لنفوسهم الدنيئة، وينهشون في لحوم الناس بعد أن تمكنت منهم حمى التغريدات جراء التلوث الذي تعج به عقول بعض البشر!
مختصر مفيد: إذا كنت تعاني من مرض الغيرة والحسد فلا تقحم الآخرين معك، واتق الله في نفسك، فإنك مساءل أمام الله عن كل حرف قبل الكلمة، واعلم أنه لا يمكن أن تنهض أمة وهي على هذه الحال!
قال تعالى في كتابه الكريم: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد).
ونرجو من الله العلي القدير أن نغير الثقافة الخاطئة لدى الكثيرين بالنصح والرشد واللين والكلمة الطيبة!
قال تعالى في كتابه الكريم:
(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
[email protected]
M_TH_ALOTAIBI