بقلم منى العياف
لله درك يا صاحب السمو.. فقد عاش العالم العربي ـ والكويت في القلب منه ـ ظروفا سياسية صعبة، ولا يزال يعيشها باسم الربيع العربي، الذي ألقى بظلاله على الوضع السياسي في الكويت، حيث تداخلت أجندات خارجية مع مصالح داخلية، كان معنى ان تنجح في مخططاتها العبث بمقدرات وطننا الآمن والسير به نحو المجهول، وهو الخطر الذي استشعره الجميع، وحبسوا أنفاسهم خوفا وهلعا من نتائجه وانعكاساته على مستقبل هذا الوطن الآمن.. ومصيره في مواجهة هذه المخاطر والمصالح والأجندات.
٭ لقد استخدم هؤلاء الوسائل غير الشرعية وضربوا كل القيم والأعراف والثوابت لكن من حسن الطالع أنه كان لدينا أمام لحظة الطوفان تلك رجل حكيم، يمتلك مقومات اللحظة التاريخية لمواجهة تلك اللحظة الفاصلة، كان مسلحا بتاريخه المهني الطويل، وبساطته المعهودة، وحب شعبه له، وفوق هذا وذاك رجاحة عقله واستنارة بصيرته، ولهذا استطاع أن يقودنا جميعا إلى حيث نستظل بالأمن والأمان مجددا.
٭ إنه أميرنا الغالي... الذي تصدى للطوفان وأخذنا جميعا إلى بر الأمان. لا نبالغ عندما نقول ذلك، ولنسأل هؤلاء الذين كانوا جزءا من الخطر الذي هدد أمن الكويت واستقرارها: أين كانت الكويت قبل عامين؟ كيف كان حالنا وكيف أصبحنا اليوم؟ لله درك يا أميرنا، تصديت للفتنة، وأوقفت العبث بالبلاد والعباد، واتخذت القرار الصائب في اللحظة الحاسمة.
٭ نعمت الكويت مجددا بالأمن والأمان بعد قرارك التاريخي باعتماد «الصوت الواحد» لانتخاب مجلس أمة يعبر عن الشعب، وبفضل هذا القرار الحكيم أصبح لدينا مجلس للإنجاز، من جديد دارت عجلة الحياة، وعاود الكويتيون حلمهم بالمستقبل، وبازدهار الحياة.. وبدأوا مرة أخرى يستنشقون رحيق إرثهم التاريخي الذي جبلوا عليه، وهو التلاحم والتوحد بين الحاكم والمحكوم.. ظهر مجددا معدن الناس معدن الشعب الحقيقي.
٭ وتجلت قيمه المعروفة عنه وعاداته وتقاليده الجميلة.. وظهرت من جديد وبقوة بين يدي أميرنا الغالي، الذي أحاطه الشعب بالحب أينما حل، فقد أصبح أميرنا يتجول بين أبنائه من شعبنا المسالم قرير العين باسم الثغر مرتاح الضمير.. يتحاور مع أبناء شعبه، يتبادلون معه الحب والالتزام والمواثيق العرفية من جديد «بل لنقل انها «بيعته من جديد» يحظى بها سمو أميرنا المفدى... بايعه لها كل الكويتيين مجددا.. صحيح اننا أمام استحقاق جديد يوم 16/6 لكنني مطمئنة.. فكل الأمور قانونية ودستورية، وقضاؤنا شامخ وقضاتنا مستنيرون ولا يخشى منهم على الأوطان.. ونحن واثقون بنزاهتهم وحبهم للكويت وواثقون بأننا سنكمل المسيرة بعد هذه البيعة الجديدة لصباح الأحمد.. الذي أعاد الينا الأمن والأمان من جديد، فلله درك يا صاحب السمو.
[email protected]