بقلم منى العياف
أسدل الستار بالأمس على قضية شغلت الديرة لفترة طويلة.. وهي قضية «الصوت الواحد»، وهو المرسوم الذي كان إصداره حقاً لصاحب السمو كمرسوم للضرورة وفقاً للمادة 71، والتي أكدتها المحكمة الدستورية في حكمها الصادر يوم 28/6/2012، والذي يشرح الضرورة الموجبة للتشريع الاستثنائي، وهو شرط سياسي لا قانوني، ذلك أنه يدخل في نطاق العمل السياسي الذي ينفرد به الرئيس، ومن هنا أسدل الستار على قضية آمنا بها منذ البداية، وأوضحنا أسباب ذلك في كتاباتنا، وجاءت المحكمة الدستورية لتؤكد صحة ما ذهبنا إليه في تحليلنا لنتائج الانتخابات لمجلس «الصوت الواحد»، وهو ان «الصوت الواحد» يمنح الأقلية تمثيلاً في البرلمان ولا تتلاشى أصواتهم ولا تطغى الأغلبية عليهم.
> > >
وكان من الحقائق الناصعة للجميع أن مجلس الصوت الواحد – المبطل – أفرز تركيبة نيابية جديدة قوامها (32) نائباً مستقلاً، وهي نسبة تتحقق لأول مرة من بين القبائل الصغيرة ومن أوساط النساء، وبالفعل تغيرت التركيبة، وانتخب مجلس بعيد عن النعرات الطائفية والحزبية والطبقية، وأنجز انجازاً قياسياً، لم تنجزه المجالس السابقة، وحظيت معه الكويت بالاستقرار، وبالفعل تم ما تم، وجاءت المحكمة لتؤكد أحقية سموه في اصدار هذا المرسوم وهي رسالة واضحة ومباشرة لجماعة «إلا الدستور» وجماعة «الرصاصات الخمس»! إنها دائماً حكمة سمو الأمير
> > >
حل المجلس..
ثمة جانب آخر للحكم التاريخي للمحكمة الدستورية، وأعني به الشق الخاص بـ «حل المجلس» وفي اعتقادي أن الرسالة التي وصلت لكل المواطنين للمرة الثانية بوجود نفس الحكومة ونفس تشكيلها، بأنها ليست رسالة ايجابية، ولا أعتقد أياً من الوزراء الذين انتشوا بقرار حل المجلس، بعد استبعاد شبح مساءلة هذا المجلس لهم، وهي المساءلات التي كانت مدرجة على جدول اعمال المجلس في الفصل التشريعي القادم، يجب ان يشعروا بذلك بل عليهم ان يشعروا بالإحراج الكبير بسبب هذه الأخطاء التي تعكس سوء إدارة وتعكس تخبطاً ولامبالاة، في اداء الحكومة فأينما تقع السلطة تقع المسئولية!
وفي اعتقادي ان هذه القاعدة الذهبية تستوجب محاسبة كل من ساهم في إضعاف هيبة الحكم، من خلال إضعاف المراسيم الصادرة منه، وأيضاً لتسببه في اهدار أموال الشعب التي صرفت في التحضير لانتخابات هذه المجالس، ناهيكم عن السمعة الدولية التي تلتصق بنا لكوننا نعيش في ظل حكومة لا تشعر بمسئوليتها عن هذا الحدث الذي يحدث للمرة الثانية.. وللحديث بقية.
..والعبرة لمن يتعظ!!.
[email protected]