لا شك ان جولة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الحالية إلى 9 دول في أميركا اللاتينية والتي تأتي استكمالا للجولات السابقة لسموه للعديد من الدول الآسيوية والأوروبية والأفريقية، ستسهم في تعزيز العلاقات الكويتية مع هذه الدول، كما انها تعد من الأدوات الفاعلة للسياسة الكويتية في مواصلة دعم علاقاتها بمختلف دول العالم.
وقد كان لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد السبق في دعم هذا التوجه بما قام به سموه من جولات سواء من قبل او من بعد توليه سدة الحكم، وما تميز به من إضفاء روح الود والتفاهم في كل جولاته لخدمة صالح الكويت وشعبها.
فالتواجد الكويتي على الساحة الدولية مهم جدا ومطلوب، ولا يجب ان يقتصر على الأمور التقليدية الخاصة بالعلاقات المتعارف عليها مع الدول الأخرى والمنظمات والهيئات الدولية، بل يجب ان يتصف بالعمق والرقي بما يتناسب مع السياسة المتوازنة للكويت التي أكسبتها الاحترام والثقة. فكما للكويت فزعة بمناصرة الشقيق والصديق ومد يد العون والمساعدة المادية والمعنوية، فلم يضع ذلك هباء فعندما تعرضت الكويت للعدوان تحالف الأشقاء والأصدقاء لمناصرة الحق الكويتي.
والاستراتيجية الكويتية في السياسة الخارجية تقوم على التوازن السياسي في علاقاتها مع مختلف دول العالم، والعمل على مد جسور التعاون والتشاور مع هذه الدول، وان تكون الزيارات المتبادلة واللقاءات التباحثية والتشاورية احد الأنشطة المهمة في هذا المجال، فمن المتعارف عليه ان مثل هذه الزيارات واللقاءات تكون لها نتائج إيجابية سريعة وملموسة، وفيما بين دول مجلس التعاون الخليجي أمثلة كثيرة اختزلت فيها الكثير من العقبات والمشاكل من خلال مقابلة أو تدخل مباشر بين القيادات السياسية لهذه الدول، وينطبق ذلك على علاقات الكويت بالعديد من الدول فكثيرا ما تكون نتيجة الزيارة واللقاء ذوبان جبل من المشاكل والعقبات وعودة سريان علاقات الود والتعاون بقوة ونشاط.
وأعتقد ان اللقاءات الشخصية أوقع وأفضل بكثير من جميع الوسائل الأخرى سواء في العلاقات الشخصية او حتى بين الدول بعضها البعض، فغياب التواجد العربي بشكل فعال في الدول الأوروبية والأميركية أفقد العرب الكثير من أصوات المناصرين للقضايا العربية، هذا عكس الحال الآن بعد أصبح هذا التواجد يأخذ منحى آخر، فقد اكتسبت القضايا العربية الكثير من المؤيدين والمناصرين، فالتغيب عن الساحة الدولية كان في الماضي من الأخطاء القاتلة التي يجب ألا تتكرر.
فمثل هذه الجولات والزيارات يتم من خلالها تحقيق الكثير من الإنجازات في وقت قياسي، وبغض النظر عن انها تلبي دعوات سابقة لزيارة بعض هذه الدول ردا على زيارات زعماء أو مسؤولي هذه الدول للكويت، فإنها فرص مواتية للتوقيع على اتفاقيات وبروتوكولات للتعاون في جميع المجالات، ويتاح من خلالها معالجة بعض المشاكل العالقة والتشاور حول بعض القضايا الآنية بخلاف ما قد يتعلق من مستجدات الأوضاع الاقتصادية والسياسية العالمية ويتم الخروج من كل ذلك بأجندة عمل مفيدة ورائعة تدعم مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية وفي التوجه نحو الهدف الاستراتيجي لجعل الكويت مركزا تجاريا وخدميا مهما.
كما أعتقد ايضا ان توقيت الزيارة مناسب، لأن هذا التوقيت فترة عطلة المجلس فترة هدوء، مما يفيد في استغلالها لصالح الكويت، كما ان مجمل النتائج المترتبة على زيارة هذا العدد من الدول ستضاف لأجندة العمل الاقتصادي والسياسي.
وبحق تأتي جولة سمو رئيس الوزراء تدعيما للتواجد الكويتي على الساحة الدولية، وهو تواجد مهم ومطلوب في كل وقت.
[email protected]