Note: English translation is not 100% accurate
قلب الأم
السبت
2006/9/9
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1400
بقلم : نجاة الحجي
لا يستبد بقلب الأم الا ذلك القلق، بل القلق الرهيب على أقرب الناس الى قلبها الرؤوم وهو الابن.
فالابن أو الابنة يهيمان بحبهما للأم وحب الأم لهما في ذات الوقت ليرهق هذا الحنان الفائض القلب حتى يصاب المرء بالإرهاق والتعب والخمول والتردد والانكفاء.
نعم تحب الأم أولادها وتغرقهم بحنانها وتقرب بينهم جميعاً بالأفعال الطيبة والعطايا والوصايا فلا يكاد الابن يستيقظ من نومه فجرا لأداء صلاة الصبح حتى تتلقفه يدا الأم بالسلام والتحية والاشراق.
واني لأعرف سيدات من هذا المجتمع الصغير يبدأن صباحهن بالابتسام والتعطر حتى يغدون زهرات يانعات ليكن مثلا يقتدي به أولادهن من البنات والبنين.
واذ يبدأ المرء صباحه بإشراقة جميلة وبالزهور اليانعة من فل وياسمين فانه يصبح قاب قوسين أو أدنى من تلقي الكثير والمزيد من خالق هذا الكون فليس بعد الله في الحياة احد، سبحانه لا شريك له.
أما ان تنكفئ الزوجة وتنطوي على نفسها وتلوذ بفراشها فجراً بكل كسل وقنوط، فهي تكون بعيدة عن الله، اذ لا تؤدي واجباتها تجاهه سبحانه، ولا تبذل طاقاتها كاملة بكل قوة واندفاع، فسبحان الخالق ـ عز وجل ـ اذ يخلق الأم بقلبها الكبير ليعيش ذووها وابناؤها في كل الأوقات بالحب وبأسهل الطرق في كل مناحي الحياة.
فحين تقبل الأم على الحياة بنفس راضية وقلب هادئ، وقد أدت واجباتها تجاه ربها، فإنها تستشعر طمأنينة وراحة تنعكسان على دورها الذي تمارسه تجاه أبنائها وبيتها، فإذا هي مصباح ينشر النور حوله، والكل يحوم حولها كفراشات ملونة، يلتمسون منها الدفء، ويأنسون إلى قلبها الصافي المفعم بالإيمان لكي ترشدهم الى طريق الحق والحب، فالأم المؤمنة العامرة القلب، ليست مجرد مربية، بل هي مدرسة للهداية بحد ذاتها.
فلقد خلق الله الأم وفطرها على تربية الأمم.
ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك.
اقرأ أيضاً