نجاة الحجي
لا شك في ان التفاؤل شعور رائع، عندما يملأ القلب ينعكس ذلك على الفرد فتراه مبتهجا سعيدا ومن ثم ينعكس على الآخرين، حيث يكون تعامل هذا الشخص مع غيره بطريقة راقية جميلة لا تخلو من التسامح والنقاء، فتخرج العلاقة بين الافراد سامية جميلة مملوءة بالود والاحترام.
وعندما نبحث في اسباب هذا الشعور لا نصل الى سبب محدد يمكننا ارجاع ذلك الشعور اليه، ولكن يمكن ان نجد اطارا عاما ورؤى مختلفة في الشكل لكنها تتفق حول مضمون معين تجعل الفرد يحتضن هذا الشعور، ومن هذه الاسباب او بالاحرى في مقدمتها رضا الفرد عن نفسه وعما يبذله من مجهود وعما يقدمه من عمل نافع له وللآخرين، فكلما كان عمل الفرد نافعا وينال استحسان من حوله زاد شعور الشخص بالرضا والتفاؤل وايضا بالرغبة في تقديم المزيد من العطاء، وهذا يتعلق بالعلاقة بين المرء وربه، حيث ان الرضا بقضاء الله وما يعطيه لنا من رزق يكون سببا رئيسيا في الوصول الى حالة الرضا.
ويرى اكاديميو العالم من المتخصصين في حل المشاكل النفسية ان الاكتئاب اصبح مرض العصر فعقدوا لذلك المؤتمرات العالمية وأقاموا الابحاث الكثيرة وابتكروا الادوية التي تعطى لمرضى الاكتئاب، لكنهم ومع كل هذا نصحوا من يصاب بهذا الشعور بالتقرب من الآخرين والتفاعل معهم والانخراط في الحياة الاجتماعية بشكل اكبر، مما يعود على الشخص بالتفاؤل، بل ونصحوا ايضا بالقيام بالاعمال المفيدة للآخرين كسبيل للخروج من حالة الاكتئاب.
واذا كنا ندرك كل هذا، ونملك بداخلنا الطاقات اللازمة للانجاز والعطاء ومنحنا الله دينا يحثنا على المحبة والمودة وجعل العمل عبادة، فليست لنا نحن المسلمين حجة في أن يقترب منا هذا المرض اذا ما تمسكنا بديننا وسرنا على هدي سنة رسولنا الكريم محمد ( صلى الله عليه وسلم ).
اي اننا بعبادتنا وتقربنا من الله وتمسكنا بديننا نبعد انفسنا عن الاصابة بأخطر امراض العصر، حقا انها نعم الله التي تستحق منا الشكر باستمرار.