نجاة الحجي
العلم هو سلاح كل امة تريد لنفسها التقدم والرقي، وما التقدم الذي نرى عليه الدول العظمى بمختلف مسمياتها إلا نتاج ما زرعته في ابنائها من علم، فحصدت بعد ذلك تقدما ونموا ورخاء وازدهارا حتى صارت هذه الدول قبلة للمتطلعين الى الاستفادة من كل ما هو جديد وحديث.
ولا شك في اننا في هذه الارض الطيبة ندرك ذلك تماما ونعي اننا لكي نلحق بركب التقدم علينا ان نسلح ابناءنا بهذا السلاح الذي لا يقهر، والذي يمكنه التلون والتغير مع كل الظروف ليهيئ الاستقرار والرخاء لمن يمتلكه، لكننا في ظل هذا الايمان العميق بأهمية العلم والتعليم هل لدينا من الخطط ما يحقق لنا الاهداف المرجوة؟ وهل نسير وفق سياسات تبشر بالوصول الى ما نصبو اليه؟
كلما حاولنا التمسك بالآمال وجدنا انفسنا نغوص في سراب، فمشاكل وزارة التربية لا تنتهي، كما انها ليست مشكلات عادية انها من الـــنوع الــــذي يــــدمي القلب ويشتت الذهن ويزعزع الشعور بالامن، ويـــزيد من ألم الناس، انها تتكرر وتتنوع وتتلون كل يـــوم، فتظـــهر بأشـــكال مخـــتلفة واثـــواب جـــديدة، ونحن هنا لسنا بصـــدد القاء المسؤولية على شخص معين او مجموعة بذاتها، لكــننا نلقي بالمسؤولية على الجميع، على الحــكومة وعلى الوزارة وعلى المجتمع وعلى مثقفيه، اننا فعـــلا شركاء في الكثير مما يمر علينا من ظواهر سيـــئة اما بـــعدم فــــهم الامـــور كما يجب ان تــكون او بتجـــاهل الصـــغائر من الامور وتركها تمر مرور الكرام دون اخذ العبرة والعظة، ومع تحملنا جميعا للمسؤولية الا ان المسؤولين عن الوزارة يتحملون الجانب الاكبر من الاخطاء، فأهل مكة ادرى بشعابها، لذا فهم الذين نتوسم فيهم ان يتلمسوا مواطن الخطأ ويسارعوا بعلاجها، ويلمحوا مواطن التقصير فيبادروا الى تصويب مسارها، كما انهم محط ثقتنا واملنا في التحرك نحو التطوير والارتقاء والتقدم، ولا نتوقع ابدا ما يحدث من سقطات تلو الاخرى داخل هذه الوزارة.
اننا امام تحد كبير، تحد مختلف لا يمكن ان نقضي عليه، لكننا يمكن ان نروضه ونطور منه، انه تحدي النفس، علينا ان نتحدى انفسنا ونستغل طاقاتنا ونحارب ما بداخلنا من سلبيات حتى يبزغ ضوء القمر وحتى يظهر لنا من بعيد شعاع نسير على هداه حتى نتمكن من الخروج من ذلك النفق الطويل، الذي اذا ظللنا فيه كثيرا قد لا نتمكن من اجتيازه، فنترك الاعباء ثقيلة لاجيالنا القادمة.
على مسؤولي الوزارة وعلى الحكومة وعلى معلمينا الافاضل وعلى مثقفينا ومخلصينا ان يتعاونوا في سبيل بناء الكويت وتسليح ابنائها بالعلم والقضاء على كل العقبات والمشكلات وفق رؤى وخطط وسياسات واضحة المعالم بعيدا عن الطائفية والمحسوبية والمجاملات، واي مصالح بعيدة عن المصلحة العليا، وهي مصلحة الكويت، فهل يبقى ذلك حلما لفترة طويلة؟ اتمنى ان نراه حقيقة في القريب العاجل.