في يوم الجمعة قبل الماضي استضافت وزارة الأوقاف إمام وخطيب المسجد الحرام د. عبدالله الجهني ليجذب المشاهدين والمستمعين بموعظته الجميلة بكلمات هادئة وفكر مرتب وآلية أخاذة، لتتميز عن غيرها من الخطب.
ولا شك أن تسارع وزارة الأوقاف في النقل جاء في وقفة جادة وخلاقة حضرها حشد من المصلين الكرام.
فلقد تنامى الى الذهن كلمات متئدة متسلسلة أطلقها فضيلة الضيف ليسمعها اهل البلاد حضورا أو متابعة، وإن دلت هذه الكلمات فإنها تنبثق من واقع رزين شد الانتباه بمصداقية أهلية بين الجارتين الكويت والسعودية.
نعم شاهدنا وسمعنا دقة وبراعة د.الجهني، مما ساهم في رسوخ الخطبة في اذهان الجميع لفترة ليست بالقصيرة.
ان استدعاء الضيف الكريم في المسجد الكبير لا يقوم على اساس شراكة مميزة بين البلدين فحسب، بل لمحبته في قلب كل مسلم.
فما ان انطلق الأذان الثاني للصلاة الذي تبعته الخطبة حتى ساد ارجاء المسجد هدوء روحاني ان دلّ على شيء فإنما يدل على الحضور الواقع في يوم فضيل نعيشه في اجواء روحانية ولأننا نفخر بالانتماء للدين الحنيف، ونحتفل بذكرى الإسراء والمعراج لما لهذه الذكرى من اهمية في تاريخنا الاسلامي.
نعم راقت إلى مسامعنا خطبة مقتضبة هينة ولينة لا يمكن المرء ايا كان الغفلة عنها ولو للحظات.
فلقد تحدث الإمام بكلمات راقية لا يمكن ان يغفلها اي مسلم وإنما ليفخر المسلم بدينه بانطلاقة عفوية هادئة يصعب نكرانها، وخاصة في يوم الجمعة الذي يحظى بمكانة في قلوب المسلمين.
ان حلول الضيف الكريم في الكويت يحظى بكل التقدير والاحترام فكل كلمة جاءت على لسان الضيف تحمل نفحات المسجد الحرام والكعبة المشرفة.
ربما اعادت زيارة د. الجهني إلينا نحن اهل الكويت نفحات زيارة الاراضي المقدسة لأداء فريضة الحج والقيام بالعمرة، فشكرا وتقديرا للمملكة لما تقوم به من جهود لخدمة الزوار والحجاج والمعتمرين.
إن توقيت زيارة امام المسجد الحرام الى هذا البلد الطيب ينبع ايضا من أهمية ذكرى عطرة لرسولنا الكريم وهي الإسراء والمعراج من الاراضي المقدسة طيبها الله الى المسجد الاقصى الذي بارك الله العلي القدير حوله بقوله: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله) صدق الله العظيم.
[email protected]