إذا كانت لألوان الزيت هيمنة في كل معجزات الفن التي حازت إعجاب الناظرين إليها عن كثب، فهناك ايضا النصف محبة وولع لفن راق آخر هو الموسيقى ينبلج في القلوب المولعة بنغمات فنية جميلة لا يضاهيها عطاء إن كان محليا او ايضا في عواصم عالمية.
وإذ بالمرء منا يتابع موسيقانا المحلية بأنواعها الفاخرة وما تنطوي عليه من نغمات السلم الموسيقي الرقراقة ففي ألوان الموسيقى في أوروبا كلها ما يبعث على الإعجاب الكبير حتى لا يكاد المرء منا ان ينبذها كونها تمر على تاريخ الفن المتنامي عبر مدى بعيد يخلده التاريخ ولا تنساه الدول، كما انها تأبى ان تنسلخ عنه وهو النابض من التأثير المهيمن على دماء القلوب لا يكاد يرى في عاصمة حتى ينزلق الى عاصمة اخرى بتؤدة ووداعة لتهيمن على عالم الذكرى.
فإذا كنا على يقين من إبداع الفن المحلي للموسيقى دونما فكاك فإن في عواصم القارة الأوروبية موسيقى تهيمن على فكر المعجبين والمولعين بفنون صفقت لها الأيادي طويلا ودون فكاك في فرنسا وسويسرا وألمانيا والنمسا وغيرها.
وإذ بنا نرتحل إلى هذه الدول فإننا نحب تكرار الزيارات لمنابع فن لا ينسى لكبار الفنانين امثال موتزارت وشوبان وبيتهوفن وغيرهم، ويأبى التاريخ إلا ان ينصت لنغماتهم المدرارة بالحب والإعجاب.
وحيث هذا الفن يدفع الزائر لرؤى منزل موتزارت في سالزبورغ المدموغ بلون وردي مؤثر وفي النهر المنساب من مرتفعات الألب عبر جنيف ليرهف الحس والوجدان تجاه مراتع نهر مون بلان المُذكر دون منازع بالدانوب الازرق للموسيقار النابغة بيتهوفن.
فمن زار نهر مون بلان ووقف طويلا امام النهر الذي يشق الثرى لا يملك إلا ان يعجب بالموسيقار العملاق.
فإذ بهذا النهر يندلع ليجرنا الى لوزان في قلب سويسرا بموقع يدعى سوتشي مدعاة الاعتزاز بالمقيمين هناك، فما بالنا ونحن نعاود الزيارة الى لوزان وبؤرة الجمال في منتزه سوتشي السويسري.
وتجرنا العالمية للفنون المؤثرة هناك الى واقع ثرى الخليج ودرته الكويت حتى لا ننسى موسيقانا الدامغة بصوت عوض الدوخي - رحمه الله والفنان الكبير ابراهيم الصولة وغيرهما كثيرون.
نعم نحب نغمات الموسيقى المحلية التي وإن دفعت الى واقع فإن في البقاء هنا في كويتنا العزيزة ما لا ينسى من احتضان فنادق لكونسرت واحدة تلو الأخرى ومجيء فنانين من المانيا والنمسا وسويسرا وغيرها نشكر من دعانا لها من رعاة لاحتضان موسيقى راقية تسلب فكرنا الى الدول الأوروبية كون الفرق الموسيقية قادمة منها.
وأخشى كثيرا فيما غاب من هذه الفنون آنيا، إذ بنا نعاود التذكير بجمال هذه الفنون المنسابة إلى ديرتنا الحبيبة.
ولعلنا نقول، إذ هي غابت اننا نملك اسطوانات الـ CD التي ما فتئت تلقى إنصاتا يهيمن على فكر راق ووهاج.
فالموسيقى أين كان مصدرها تحرك القلوب بالإعجاب والذكرى سيما ان المرء منا زار منابعها الى أوروبا العظمى التي لا يمكن تعداد حفلات تعقد هناك إلا لان نتمسك نحن هنا بألوان فنون تراث وإيثار في قلوبنا نحن محبي هذه الفنون والفخر بها بمسبار يعود بنا الى كويت ثرية بموسيقى البحر مصدر رزق لأهلنا منذ الأزل.
نعم، نحب الموسيقى وتأبى الموسيقى إلا ان تهيمن على أفئدتنا المعتزة بثرى هذا الوطن العزيز، اذ هي ديمومة على ارض الكويت وطننا الغالي والمعطاء.
فليشجع القائمون عليها في روافد ألوانها ومصادرها والعودة بنا الى عالم البقاء دونما انحسار او حتى نستعيد أيامها ذات الإعجاب بماض جميل لطالما خلق تجارا وغواصين دمجوا بين نغمات وكسب عمل للعيش والبقاء بل وإلى ما هو اكثر من هذا من معجزات الخليج الذي يأبى إلا تذكيرنا به دونما منازع في ماض خلاق.
[email protected]