على مدى السنوات الأخيرة تسابق الكويت الزمن لتحقيق نهضة تنموية حقيقية في مختلف المجالات لتستعيد مكانتها كدرة متلألئة على مستوى المنطقة.
ولم تتوقف المشاريع التنموية على مجال معين بل تنوعت لتشمل عدة محاور مهمة منها الصحية عبر إنشاء مدينة الشيخ صباح الأحمد الطبية في الجهراء ومستشفى الشيخ جابر الأحمد في جنوب السرة، بموازاة التوسعات الضخمة في مستشفيات الصباح والأميري ومبارك الكبير والعدان، وكذلك إنشاء عدد كبير من المراكز الصحية المتخصصة بمختلف المحافظات.
وعلى مستوى المحور التعليمي نتابع إنشاء وافتتاح العديد من المدارس الجديدة، كما تم إنجاز المبنى الجديد لديوان وزارة التربية، وقرب انتهاء مباني مدينة صباح السالم الجامعية، لينطلق القطار التعليمي بأقصى سرعة لنعبر من خلاله إلى مصاف الدول المتقدمة والمتطورة.
وفي المحور الاقتصادي نجد القيادة السياسية تتحرك بحكمتها المعهودة نحو عقد الاتفاقات الاقتصادية المشتركة مع مختلف الدول الكبرى، وفي الوقت ذاته تعمل على الاهتمام بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة، ودعم وتعزيز الأفكار الشبابية، مع الاستمرار بالسياسة الائتمانية السليمة، سعيا لتنويع مصادر الدخل القومي وتعزيز اقتصادنا الوطني.
كما تشمل محاور التنمية مجالات كثيرة منها الطرق والطيران والابتكارات والأبحاث العلمية وكذلك مواجهة التحديات الأمنية.
ومن أهم محاور التنمية مجال الاتصالات الذي تواصل الكويت تقدمها فيه باستخدام أفضل الأنظمة وأحدث الأساليب. وفي هذا المحور لابد أن نقف طويلا عند عملاق التطوير في مجال الاتصالات وهو شركة الاتصالات المتنقلة (زين) التي ساهمت في قيادة عمليات التطوير لهذا القطاع الحيوي منذ نشأتها، وكانت بحق صاحبة الريادة في الثورة الهائلة التي يشهدها قطاع الاتصالات في الكويت.
وبينما شهدت شركة «زين» تطورا كبيرا منذ انطلاقها في التقنيات الحديثة والأجهزة المتطورة الأكثر تميزا وأمانا على مستوى العالم، كان لها السبق أيضا في مجال التنمية البشرية، حيث حرصت على استقطاب وجذب أفضل المواهب الوطنية لتنفيذ سياستها المتميزة، لذا فقد فازت بالكثير من الجوائز الإقليمية والدولية في مجال الموارد البشرية.
وتحرص «زين» على اختيار موظفيها من أصحاب الكفاءة وتعمل على تدريبهم وتطوير مهاراتهم، لذا نجد منهم كل الرقي والتميز في تعاملهم مع جمهور الشركة الكبير سواء من داخل الكويت أو خارجها.
وأنا أكاد أجزم أننا جميعا كانت لنا تجربة التعامل مع «زين» وشاهدنا بأنفسنا مدى الإبداع لدى موظفيها في خدمة العميل، فضلا عن ثقافتهم الواسعة وأخلاقهم العالية.
بين فترة وأخرى أذهب إلى أحد فروع شركة «زين» لتسديد فواتيري، وفي كل مرة أزداد إعجابا بشبابنا الوطني الذين يعملون في الشركة، حيث أرى منهم الحماس والكفاءة والإبداع والرقي، وهو ما يدعونا للفخر بهذا الشباب الذي يقبل على العمل بروح عالية وكفاءة كبيرة، ويجعلنا نرفع القبعة لشركة «زين» على دعمها لهؤلاء الشباب ومساهمتها في تطوير مهاراتهم، بما يتماشى مع توجه الدولة نحو الاستثمار في الشباب باعتبارهم الثروة الحقيقية للكويت.
وهنا لابد من النظر إلى شركة زين على اعتبار أنها نموذج مثالي يحتذى به للقطاع الخاص الذي يسهم بكفاءة وفاعلية في تعزيز الاقتصاد الوطني وفتح آفاق التميز أمام الجيل الجديد، ليس هذا فحسب بل والتوسع إقليميا ودوليا بشكل فعال، مما يسهم في رفع اسم الكويت عاليا وتعزيز علاقاتها مع كثير من الدول.
قبل الختام: التنمية تعتبر طائرا يحلق بجناحين، أحدهما القطاع الحكومي والآخر القطاع الخاص، ولابد أن يعمل القطاعان بالتوازي والتكامل كي يتمكن الطائرات من التحليق عاليا والوصول إلى مبتغاه.
[email protected]