رغم سفراتي الكثيرة الى مختلف أنحاء العالم، إلا أنني لم أكن قد زرت الدوحة من قبل، لذا عندما وصلتني الدعوة لمشاركة الأشقاء في قطر احتفالاتهم بالعيد الوطني هذا العام، والذي يوافق 18 ديسمبر لم أتردد في قبولها، لاسيما أن عيد أي دولة خليجية هو بلا شك عيد لنا.
سافرت الى الدوحة يملؤني الشوق لرؤية ما تشهده قطر من تقدم وتطور في مختلف المجالات، والاطلاع عن قرب على ما تتحدث عنه وسائل الإعلام سواء القطرية أو العربية والعالمية عن السباق مع الزمن الذي تشهده قطر لترتدي ثوب الرخاء والازدهار، وفي الحقيقة منذ اللحظة الاولى التي وصلت فيها الى الدوحة كنت على موعد مع الانبهار، فقد وجدت مطارها الدولي على أعلى مستوى من الرقي لدرجة أنني ظننت نفسي في أحد مطارات أوروبا أو بمطار لوس أنجيليس، فصالات المطار على أعلى درجة من الفخامة ومرافقه تحمل كل مستويات التميز، أما عن استخدام التكنولوجيا الحديثة في أروقته فحدث ولا حرج، وهو مشيد على مساحة كبيرة جدا وقد جعل منه الأشقاء القطريون محطة دولية لـ «الترانزيت»، حيث يمكن للمسافر من خلاله الانتقال الى أي وجهة في العالم بسهولة ويسر وبأقصى سرعة.. كل ذلك مع تعامل يأسرك بما نجده من ترحاب ورقي وأخلاق نبيلة من جميع العاملين في المطار.
وبمجرد خروجك من المطار تجد الحضارة الحديثة تعلن عن وجودك في دولة فتية توفر لمواطنيها والمقيمين فيها كل سبل الرفاه بكل ما توصلت اليه التكنولوجيا الحديثة في مختلف مجالات الحياة من طرق ومنشآت حكومية ومبان سكنية ومنشآت ترفيهية، أما عن المنشآت الرياضية فحدث ولا حرج، حيث تواصل قطر استعداداتها لاستضافة كأس العالم 2022 بمنشآت ومؤسسات قد تفوق في تميزها وضخامتها تلك الموجودة في كثير من دول العالم المتقدم.
3 أيام قضيتها في قطر كانت مليئة بالبهجة، فلا تذهب الى مكان إلا وتجد ما يسرك من ترتيب وتنظيم وفخامة وجمال وتطور تكنولوجي بموازاة كرم الضيافة وحسن الاستقبال مع العادات العربية الخليجية الجميلة.
أما مظاهر الاحتفال بالعيد الوطني القطري فقد اشتملت على أنشطة تأسر القلوب والعقول بما تضمنته من تنوع وتميز، إذ جمعت بين الانشطة الثقافية والألعاب النارية والحفلات الشعبية والفنية، وجميع هذه الانشطة جاءت بشكل عصري يحتفي بالماضي الجميل ويربط الاجيال الجديدة بتراث آبائهم وأجدادهم العريق، وفي الوقت ذاته كانت هناك أنشطة تحتفي بالحاضر وتستشرف آفاق المستقبل.
لا شك أن ما تشهده الشقيقة قطر من تقدم وتطور يثلج قلوبنا جميعا ويسعد كل مواطن خليجي، فقوة أي دولة تعود بالنفع على الدول الأخرى، في منظومة مجلس التعاون الخليجي.
أما الخلاف السياسي بين الدول الشقيقة فندعو المولى عز وجل أن ينتهي قريبا وتعود العلاقات كما كانت في ظل المساعي الحميدة من قائد الإنسانية الحكيم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله.
وفي الختام أشكر كل الأشقاء في قطر وأدعو لهم بالمزيد من التقدم والازدهار.
[email protected]