الحياة لا تسير على وتيرة واحدة، فهي بين سعادة وحزن، راحة وتعب، صحة ومرض، وعلى الإنسان أن يعمل جاهدا للهدف الذي خلق من أجله، مصداقاً لقول المولى عز وجل (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).
ومن المهم أن يدرك الإنسان قيمة الإيمان القدر، حتى يحول كل أموره إلى طاعة لله عز وجل ورضا بقضائه، وامتثالا لأوامره، وتنفيذا لأحكامه والوصول إلى حالة من الرضا، خاصة أن نعم الله علينا كثيرة ومتعددة، ومهما فعلنا لن نستطيع الإيفاء بشكرها.
وتعد الصحة والعافية من أهم نعم الله سبحانه وتعالى، فهي تمكن الإنسان من العيش بحياة طبيعية، وتتيح له الاستمتاع بحياته، والانطلاق فيها بسعادة وتؤدة وتفاؤل لينتقل من مكان إلى آخر والتعامل مع مختلف المحيطين به بثقة وارتياح.
وهنا نتذكر الحكمة القائلة إن «الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى»، وهي حكمة تلخص وتصور حقيقة ماثلة أمام أعيننا جميعا، فنحن عندما نصاب بأي ألم أو مرض حتى ولو كان بسيطا نشعر بمدى نعمة هذه الصحة، وندرك مدى ضعفنا وعجزنا أمام قدرة المولى عز وجل، لاسيما حينما يضطرنا المرض إلى الحاجة للآخرين كي يساعدونا في إنجاز ما نريده كي تستمر حياتنا.
وبالطبع، فإن الصحة من أهم أسباب السعادة، فمهما امتلك الإنسان من مال وجاه وسلطان لن يجد أنها تساوي شيئا أمام التمتع بالصحة والعافية والقدرة على مواجهة تحديات هذه الحياة براحة واطمئنان.
وعلى كل شخص أن يحافظ على صحته، وذلك بالابتعاد عن كل ما يسبب له الضرر والأذى لصحته، كالحر والبرد، وعليه المحافظة على استخدام الوسائل الوقائية من العديد من الأمراض والآفات، والابتعاد عن ممارسة أي عادات سيئة تؤدي إلى إتلاف صحته.
ولن نجد دليلا على مدى عظمة نعمة الصحة من أن نسأل مريضا ما أمنيتك؟ وعلى الفور سنسمع أنه لن يقول المال ولا يتمنى كنوز الأرض، بل سيعلنها صريحة أنه لا يتمنى أكثر من الصحة والعافية، ولن يستطيع أحد منا مهما بلغ أن يشكر الله حق شكره على هذه النعم العظيمة، فاستغل عزيزي القارئ صحتك قبل مرضك، استغلها فيما يرضي الله واحذر أن تجحد النعمة بفعل ما يغضب الله.
٭ قبل الختام: تعرضت لوعكة صحية خلال الفترة الماضية، ما استدعى بقائي في مستشفى دار الشفاء لعدة أيام، وهنا لا بد أن أقدم كلمة شكر وعرفان على ما وجدته من عناية ورعاية من جميع أفراد الطاقم الطبي سواء من الاستشاريين والأطباء أو حتى من الهيئة التمريضية والإدارية، حقا كانوا بعد المولى عز وجل هم البلسم لكل الجراح، فلهم مني باقة من الفل والياسمين، وأدعو المولى عز وجل أن ينعم عليهم بالمزيد من التوفيق والسداد في خدمة الناس.
[email protected]