ناصر الخالدي
لا اعتقد أن هناك بيتا يخلو من المشاكل، لكن هناك بيوتا تحل مشاكلها بطريقة ودية وبأسلوب حضاري، فالمشكلة تنتهي عندهم بلحظة وتستمر الحياة من جديد، فالرجل العاقل هو الذي يكسب رضا زوجته ويعاملها بلطف واحترام شريطة ألا يكون «سكانه مرته» يعني فتح باب الحوار وأخذ رأي الزوجة وإقناعها وإذا أصرت على رأيها «أمرك لله».
كثيرا ما أسمع من خلال الأحاديث التي يتداولها البعض في المجالس أو ما يسمى في مجتمعنا بالدواوين عن ضرورة معاملة الزوجة بالقوة والحزم وعدم إعطائها فرصة للتعبير عن رأيها، ومازلت أذكر عندما سألني احدهم: متزوج؟ فأجبته لا، فبادرني قائلا: نصيحتي ألا تتزوج، واستمر يقدم نصائحه وكأن النساء شياطين، ما ذنبي إن كان يعيش مع امرأة نكدية، وما ذنبي إن كان قد فشل في حياته الزوجية؟ وبعضهم يوجه الشباب المقبل على الزواج بضرورة استخدام القوة تجاه الزوجة «خوش نصيحة».
إذا فقدت الزوجة الكلمة الطيبة من الزوج فلن تصبح للحياة قيمة، فإذا أجادت في الطبخ استحقت كلمة شكر، وإذا أخفقت استحقت الثناء من باب المجاملة والتشجيع، ولك أن تتخيل فرحة الزوجة عندما تسمع الكلمات الجميلة حتما سيكون الطعام جيدا وسيكون الزوج في عينها أجمل رجال الدنيا.
يؤلمني ما اسمعه من بعض الأخوة الأعزاء، فكلام كثير منهم يمكن تلخيصه بهذه العبارة «الحريم ما يمشون إلا بالعين الحمرة»، فإذا كانت المرأة لا تمشي إلا بالعين الحمرة، فأنا أعتقد أن الرجل ما يمشي إلا بالعين الزرقة، علينا أن نحاول جاهدين أن نعيش حياة أسرية سعيدة لا نتأثر بتفاهات الأمور ولا نفشي مشاكلنا للآخرين حتى لا تتفاقم الأمور وتكبر، أما مسألة العين فلا حمرة ولا زرقة، نظرة حب واحترام وكلمة شوق ما فيها انتقام، هكذا يجب أن نتعامل فيما بيننا ونتذكر معاملة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لأزواجه.
المرأة العاقلة بيدها أن تبني أسرة سعيدة، أما المرأة الجاهلة فجهلها كفيل بأن يضيعها ويضيع من تعول، فالحكمة مطلوبة والصبر أفضل الحلول، والمشاكل دائما تبدأ كبيرة ثم تصغر ثم بعد ذلك تنتهي، وأخيرا أتمنى الراحة والسعادة للجميع.
الإحسان
معاملة الناس بلطف ولين أمر مطلوب ليس من جانب الشرع والشرعية فقط، بل أيضا من جانب الإنسانية والفضيلة، فالابتسامة مع الخادم وغيره من الناس صدقة، وإعطاء الناس حقوقهم وعدم أكلها بالباطل قمة الالتزام الأخلاقي، فكثير من الخدم يشتكون «بابا ما يعطي معاش».
النظافة
المحافظة على نظافة الأماكن العامة قمة الرقي والتقدم، وهذا ما يعجبني في كثير من الأخوة الذين يرفضون إلقاء المخلفات في الشوارع ويحافظون على المرافق العامة ويطالبون بحماية البيئة من التلوث، فكم نحتاج إلى مثل هؤلاء المخلصين.