ناصر الخالدي
بحفظ الله ورعايته انطلقت قوافل الحجيج متجهة إلى بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج، هذه الفريضة العظيمة التي تعلمنا الصبر وتزرع فينا بذور العطف والرحمة وتقربنا إلى الله عز وجل كما أنها تجسد فينا مبدأ العدل والمساواة في مشهد لا يُعرف فيه الغني من الفقير ولا القوي من الضعيف، الكل على صعيد واحد يرجو المغفرة والفوز بالجنة والنجاة من النار، والأصوات ترتفع قائلة «لبيك اللهم لبيك» يقولها الجميع بلا استثناء.
الحج فرصة لالتقاء المسلمين بعضهم بعضا، ولكن الفرصة العظمى للمذنبين التائبين، فرصة لمن أسرف على نفسه بالذنوب والمعاصي أن يتطهر منها جملة وتفصيلا ليتذوق حلاوة الإيمان حتى يعرف الفرق بين هذا الطعم الإيماني الطيب وذاك الطعم الشيطاني الخبيث الذي كان يتناوله في ارتكابه الذنوب والمعاصي وهو أيضـا فرصة للمؤمن حتى يزداد إيمانه وهو يسمع أصوات الملبين ويشاهد أفواجا من المسلمين اختلفوا في الوسائل وتشابهوا في الغايات.
صور وعبر ومشاهد جميلة تحيي القلوب الميتة، بما تحمل من نفحات إيمانية صادقة، فجموع من الحجيج بذلوا كل ما بوسعهم لأداء هذه الفريضة، بعضهم باع كل ما يملك وكل ما لديه وترك أهله وأولاده وجاء إلى مكة بإحرامه الأبيض الناصع، فانهمر الدمع فرحة وشوقا برؤية البيت الحرام، وكبر المنادي فصلى وقلبه خاشع وغابت عنه كل الهموم والغموم وصار في سعادة وسرور وأمثاله آلاف بل ملايين من المسلمين تحملوا عناء السفر ومخاطر الطريق وتركوا العيال في أوطانهم النائية وجاءوا إلى الحج بقلوب صادقة متوهجة من الإيمان، لم يبخلوا ولم يترددوا، فأسال الله تعالى أن يتقبل منهم ومن سائر المسلمين.
هذه صورة يتشابه فيها الكثير من المسلمين ولكن الصورة الأخرى التي لا يتشابه فيها إلا القلة القليلة من الذين استحوذ عليهم الشيطان فجعلهم في كسل وتفريط يرفضون الذهاب للحج ويعتذرون بالزحام مرة وبالضعف أخرى وبقلة المال والعوز تارة ثالثة، وأعذارهم ما هي إلا وهم او خيال لا حقيقة له يتهربون من لقاء خالقهم ويريدون بعد ذلك دخول الجنة! فهل يعقل أن يتساوى الذي بذل والذي لم يبذل؟! وهؤلاء الذين يرفضون الحج مع الاستطاعة أضعافهم كثيرون يريدون ويتمنون ويلهثون من أجل الحج مع العدم والفاقة.
أخيرا الجهود التي قامت بها سفارة المملكة العربية السعودية جهود رائعة لا تنكر، تؤكد على نبل وكرم أخلاق السعوديين لأنهم فتحوا قلوبهم قبل أبوابهم لاستخراج تأشيرات الحج لأكبر قدر ممكن من الراغبين في الحج وهذا الفعل ليس بغريب على أهل المملكة فلهم منا جزيل الشكر والتقدير وبالأخص سعادة السفير السعودي د. عبدالعزيز الفايز.
وقفة
أحد الإخوة السياسيين أرسل لي رسالة عبر البريد الإلكتروني تتضمن اقتراحا بشأن الوضع اللبناني، وفي الاقتراح تشكيلة للحكومة بأسماء مقترحة من الأخ السياسي، قرأت الرسالة فتذكرت المقولة الآتية «لا تتدخل فيما لا يعنيك حتى لا تلقى ما لا يرضيك» مع جزيل الشكر لمن قام بإرسال هذه الرسالة.
نجاح
كما توقعت فقد حققت البطولة الآسيوية للرماية المقامة في الكويت نجاحا باهرا وطبعا هذا النجاح لم يأت من فراغ، فانه كان نتيجة جهود تضافرت من أجل إنجاح هذه البطولة التي رفعت اسم ومكانة الكويت لدى جميع المشاركين من مختلف الدول فنبارك للأخ العزيز سلمان الصباح هذا النجاح.
شكرا
الأخ مسؤول العلاقات العامة بنادي الرماية وليد العويس يبذل جهدا رائعا ومتميزا ولا أدري كيف أشكره على تعاونه الكبير واهتمامه بكل ما نكتبه من شطحات ووقفات إلا أنني أقول: هذا الشبل من ذاك الأسد.