ناصر الخالدي
لو أن احد المهتمين بمعرفة ما يحبه المواطن، زار الكويت وتجول في مناطقها المختلفة فإنه بديهيا ودون أن يبذل أي جهد سيكتشف أن اغلب الكويتيين يعشقون بناء المطبات أمام منازلهم، فالبعض يقيمونها خوفا على الأولاد من الشارع، وكأنها سد وبأقوى سمك ممكن، سواء بموافقة الدولة أو من غير موافقتها والبعض الآخر يبنيها هكذا ليقال إن أمام بيت فلان «مطبة» والضحية بلا أدنى شك هم المارون في الطريق لأن المطبات التي تقوم ببنائها الحكومة متمثلة في وزارة الأشغال تكون مقبولة نوعا ما و«ونبلعها» ونتحمل ولكن المطبات التي يبنيها الإخوان هذه الأيام لا تطاق ولا تحتمل، وإذا كان هدف أصحاب هذه المطبات أن يْطلق علينا بلد المليون مطبة فأبشرهم بأننا صرنا بلد المليار «مطبة»، فلنقف عند هذا الحد وعفا الله عما سلف.
ليس هذا فقط ما يحبه المواطن، فلو بحثت في البنوك والشركات والمؤسسات فستعرف أن أغلب الكويتيين يحبون الاقتراض وأن يكونوا طول العمر مدينين وأن تكتب أسماؤهم في «البلاك ليست» ويعيشون في معاناة طويلة وهمٍّ مستمر، إلا من رحم الله وهؤلاء المدينون ندعو الله أن يخلصهم مما هم فيه ويفتح لهم أبواب رزقه بلا عد ولا حساب، ولكننا في الوقت نفسه نطالبهم بالقناعة وعلى رأي المثل «مد رجولك على قد لحافك».
وليس في العالم من يحب الدواوين مثلما يحبها الموطن الكويتي الذي يقبل عليها أكثر من إقباله على أي شيء آخر ويعتبرها راحة واستجماما ومكانا للترفيه عن النفس خصوصا إذا كانت الديوانية «عروقها في الماي» مع أن بعض الديوانيات وللأسف الشديد مصدر للإشاعات وبث الرعب في نفوس البشر.
وسيكتشف أننا شعب يعتمد على الخدم بشكل كبير ويرمي المسؤوليات في مرمى الخدم ثم يتأمر ويشترط ويفرض العقوبات ولا يقتنع بشيء، ولا أقول الكل ولكن الأغلبية هكذا تسير حياتها اليومية بمساعدة الخدم الفضلاء الذين يتحملون كل شيء من أجل البقاء على قيد الحياة.
كما سيكتشف أن شوارعنا تفشل ومستشفياتنا مريضة وحالتها كسيفة وجامعاتنا انتهى عمرها الافتراضي، وبناءها كان بلا تخطيط واستمر بلا تفكير، وان السيارات في الكويت أكثر من البشر بكثير وأن شوارعنا تزدحم كل صباح بسبب قلة الوعي وفضولية «الحبايب» الذين يحبون «الطماشة» على أتفه المواقف.
هذا بالإضافة إلى أمور كثيرة ولكن أهم ما سيكتشفه هو اننا شعب طيب ومسالم وعلى الرغم من كل العلل التي توجد فينا فإن لدينا مزايا عديدة وامتيازات كثيرة نتمتع بها ولله الفضل في ذلك لكننا نحتاج إلى أن نعود كما كنا من قبل وأن نتلاحم ونحب الخير لبعضنا البعض ونبتعد عن الحسد الذي أكل قلوب الكثير.
فتيات
بعض الفتيات يشتكين من نظرة المجتمع لهن ويعتبرنها قيدا وحصارا ومصدرا لقتل الطاقات وتكسير المجاديف، ويعتبرن الأسرة عائقا كبيرا أمام طموحاتهن الكثيرة التي لا تقف عند حد، بصراحة مشكلة بعض الفتيات أنهن لا يحترمن خصوصية المجتمع ولا آراء الشارع والدين ويعتقدن أنهن الأفضل، نتمنى إعادة النظر وأما من كان إبداعها وطموحها يوافق خصوصية المجتمع ولا يتعارض مع الشرع فذلك الطموح نقدره ونعتز به.