ناصر الخالدي
لجأ إلى إدارة حماية المستهلك بعد أن نصب عليه أحد البائعين ولطش منه لطشة سريعة فقد اكتشف أن البضاعة التي اشتراها بمبلغ 500 دينار تختلف مواصفاتها وقياساتها عن المتفق عليها، واحتار في أمره، ثم تذكر أن هناك مخرجا قانونيا وحلا لهذه المشكلة، وكل ما عليه فعله هو أن يذهب إلى حماية المستهلك ويشتكي إليهم من جور التاجر.
وبالفعل في ساعة مبكرة من ساعات الصباح توجه إلى «حماية المستهلك» ودخل إلى الشخص المسؤول عن الموضوع وباح له بكل ما يجول بداخله من حسرة وأخبره بأن الـ 500 دينار طارت والبضاعة لا فائدة منها وأنه يريد الحماية، وبعد كل هذا وبكل برود نصحه الموظف بأن يفاوض البائع ويحاول إقناعه بأي وسيلة من الوسائل لاسترجاع البضاعة وأخذ جزء من المبلغ لأن الموضوع يحتاج الى إجراءات ولا يدري ما هي الإجراءات؟ وأنه يأخذ وقتا وجهدا وبالنهاية فإن استرجاع حقك قد يكون صعبا للغاية.
المستهلك المسكين خرج من حماية المستهلك حزينا وذهب إلى البائع يجر أذيال الهزيمة وأخذ يفاوضه وبعد ساعات من المفاوضة توصلا إلى الآتي: يسترجع البضاعة مقابل نصف المبلغ ولا مجال للتنازل أكثر من ذلك وطبعا لم يتصرف البائع هذا التصرف إلا بعد أن علم أنها «سايبة» وأنها فرصة لا تعوض وأن حماية المستهلك في سبات عميق وأن القانون غير مفعل، و«لطّشة» هؤلاء المغفلين حلال ومن له حيلة فليحتل.
لكن هذا الموضوع يجب أن يجد ردة فعل سريعة من الإخوان في حماية المستهلك فقد ازدادت حالات النصب والاحتيال، والمستهلك لا يريد أخذ حقه بذراعه فنحن في بلد يحكمه القانون، ولكن هذا التجاهل يسبب ألما في نفوس المستهلكين ويجعلهم عرضة للنصب والاحتيال، والضحايا أكثر مما يتوقع أحد سواء كانت مبالغ خيالية أو عادية فالنهاية العملية واحدة والنتيجة متشابهة في كثير من الأحيان.
ولكننا لا نتسرع بالحكم على حماية المستهلك ونحن أول من يدافع عنها ويحميها ولكننا نرجو التوضيح والتدخل السريع في حل قضية هذا المستهلك الذي لا أستطيع أن أصور مشاعره وهو يروي لي القصة ونأمل الاهتمام أكثر بالمستهلك وحمايته من جشع وطمع التجار فهذه مسؤولية «حماية المستهلك».
كفالة يتيم
نظرة واحدة إلى أعين الأطفال الذين سافرت أمهاتهم لأداء فريضة الحج كفيلة بأن تعلمنا قيمة وحلاوة وعذوبة الأم ونظرة أخرى إلى نفس الأعين كفيلة بأن تعلمنا حاجة الأيتام لكفالتنا وتبرعاتنا ومساعدتنا وما أكثر الأيتام في دول العالم، أيتام المسلمين الذين لا يجدون من يعولهم بعد الله إلا الطيبين الذين يتكفلون بأمرهم لوجه الله ولا يخفى عليكم ما قاله الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) «أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى» فلا تتردد في أن تكفل يتيما فالأجر عظيم.