ناصر الخالدي
بدعوة من القائمين على معرض صناع المستقبل توجهت إلى أرض المعارض للاطلاع والاستمتاع بإنجازات الطلبة والطالبات المنتسبين للهيئة العامة للتعليم التطبيقي وكذلك باقي الجهات المشاركة في هذا المعرض ولا أكتمكم سرا فقد ترددت كثيرا في الذهاب إلى المعرض لارتباطي ببعض الأمور ولحسن الحظ أنني ذهبت رغم أنف الظروف.
تجولت في أنحاء المعرض ومررت على أغلب الجهات المشاركة وأثناء جولتي كانت لي لقاءات مع العديد من الطلبة الذين شرحوا لي مشاريعهم من الألف إلى الياء بأسلوب رائع ومتميز وبطريقة تدل على أنهم بلا مجاملة صناع بارعون يحتاجون إلى مزيد من الدعم والتشجيع ومتى وجدوا الدعم الصادق فسيكون الإنتاج هو المحصول.
وفي أثناء الجولة شدني تصميم رائع فتوجهت لمشاهدته عن قرب واستمعت لشرح مختصر عنه فهو تصميم هندسي رائع قام بعمله مجموعة من طلبة التدريب الإنشائي بإشراف من د.ناصر بوناشي ولهذا التصميم شكل جميل وأضواء أكثر جمالا وهو يعتبر ديكورا لأماكن الاستقبال، وشاهدت عبر شاشة العرض الموجودة في الركن بعض المراحل الخاصة بصناعة التصميم فعرفت أن العمل لم يكن سهلا، ولكنه وجد إرادة حديدية من طلاب مجتهدين فلهم تمنياتنا بمزيد من التقدم.
ومشيت والأفكار تتلاطم في ذهني حتى دخلت إلى ركن آخر كان فيه مجموعة من طلاب ميكانيكا السيارات وشاهدت تصميما لسيارة صغيرة الحجم بمحركاتها وعدتها وأدواتها وبشرح مفصل عرفت محتوياتها وطريقة تشغيلها واستخدامها وعرفت كذلك أن الذين قاموا بصناعتها شباب كويتيون عملوا بكل جد وإخلاص فكان الناتج هذا النجاح الباهر.
في كل زاوية من زوايا المعرض تجد نموذجا من نماذج الإصرار والتحدي وتشاهد في كل ناحية من أنحاء المعرض لوحة تختزل بداخلها إبداعات شبابية صنعت بأيد لم تعرف الكسل ولم تمر بباب الخمول، شباب رسموا أفكارهم وحولوها إلى واقع شاهدته في معرض صناع المستقبل والتقيت العديد من صناع المستقبل الذين أجزم بأنهم يستحقون بجدارة أن يكونوا موظفين في القطاعين الحكومي والخاص وأن كل الأموال التي تصرف على هؤلاء الصناع ليست خسارة وهي نقطة من بحر لما يصنعونه من إنجازات تستحق أن تكتب بمداد من الذهب على أمل أن تجد من يقدرها وينظر إليها نظرة إجلال وتقدير.
ولعلي أكمل مقالي هذا فأذكر إنجاز طلبة معهد الكهرباء الذين صمموا لوحة كهربائية سهلة التحكم ويسهل بها التعرف على الأعطال الكهربائية ولها خاصية الأمن والسلامة ولها مميزات لم تطبق في وزارة الكهرباء بعد فماذا لو احتضنتهم وزارة الكهرباء؟! ألا يستحقون؟!ان نفوسهم مرتفعة الطاقة تريد من يأخذ جزءا من أحمالها وأعتقد أن عملية احتضان هؤلاء الشباب أقل كفلة من كثير من الأمور التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
واستمعت لشرح من أحد الأساتذة عن بعض إنجازات طلبة وطالبات العلوم الصحية من مختلف التخصصات فسعدت أيما سعادة بما سمعت وزودني بكتيبات ورزنامة خاصة وداهمني بعد ذلك الوقت فقررت الخروج من المعرض مضطرا لارتباطي بحضور بعض الأنشطة الاجتماعية لكن المعرض ترك في نفسي العديد من التساؤلات وجعلني أعيد النظر في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي وأكبر همة هؤلاء الشباب وأنظر إلى الدبلوم نظرة احترام.
من جملة التساؤلات التي شعرت بها: أين القطاعات الخاصة من مثل هؤلاء الشبان؟ فقد ساءني أن يخبرني غير واحد من الشبان المشاركين في المعرض أن القطاعات الخاصة تساومهم على الفلس قبل الدينار وتنظر لهم على أنهم عالة وأغلب الشبان ألقوا العتب على الوزارات ولكن العتب مرفوع عن أغلب الوزارات الحكومية التي توظف كل من هب ودب وتعتذر من عدم توظيف المستحقين!
أغلب المشاريع التي اطلعت عليها تحتاج جهات تتبناها فأين هذه الجهات؟ ولن أتشاءم ولكني أنصح كل من لديه موهبة أن ينميها ويطور من مهارته ويتعلم فالعلم سلاح، وأن يتعلم المهارات المطلوبة ولا ييأس ولو كان ما كان فلا شك ولا ريب في أنه مع الأيام حتما وقطعا وبإذن الله تعالى قبل كل شيء سيصل إلى ما يريد ويحقق ما يتمنى وليجعل شعاره «وبالله توفيقي» ونصيحة لكل شاب وفتاة يبحثان عن وظيفة أن يستعينوا بالله قبل استعانتهم بأحد من البشر.
أخيرا شكرا لمن أحسن الظن بي ودعاني لهذا المعرض الذي تشرفت به واستمتعت به استمتاعا لا يوصف رغم أنني لم أقض فيه سوى وقت قصير لا يتناسب مع ما احتواه من أشياء تدعو للفخر.