ناصر الخالدي
الآن وبعد أن ارتفع سعر البيض وصار «نارا»، عرفت قيمة الدجاجات التي كانت جدتي - رحمها الله - تربيها وتعتني بها وتوفر لها مكانا مناسبا في حديقة منزلنا، ولا أظن أن أصناف الرعاية التي قدمت لهذه الدجاجات «خسارة»، فكم أكلنا من بيضها الطازج اللذيذ وإنتاجها الكثير وكل واحدة منها كانت أفضل من الأخرى وأعوذ بالله من شر حاسد إذا حسد.
كنت أعتقد أن تربية الدواجن في هذا الزمن رجعية وتخلفا، وأنه لا حاجة لنا بهذه الدجاجات إلا من باب الوفاء والتقدير، ولكن بعدما حدث من ارتفاع مذهل في سعر البيض عرفت أن تربية الدواجن أفضل من هذه الحالة التي نعيشها، فمرة تجد فائضا من البيض ومرة لا تجد حتى ريشة وعلى هذه الحال والأزمة مستمرة لأن الأطراف المعنية مستفيدة استفادة كبيرة، ولأن هناك خللا كبيرا بين الحكومة ودعمها لمربي الدواجن «واحنا ضايعين بالطوشة».
دجاجات جدتي تأكل وفق نظام غذائي متبع ولديها برنامج للريچيم وآخر للتجميل وعندها حصانة وحماية خاصة وأتحدى من يتعرض لها بسوء، أما دجاجات التجار فتأكل الاخضر واليابس وأشكالها متشابهة وغير مغرية وبيضها يأخذ دورة طويلة في الوصول إلى السوق.
لا مجال للمقارنة بين دجاجات جدتي ودجاجات التجار، الفرق شاسع ولا مجال للاستطراد أكثر من ذلك لكنني أعتقد انه لو أن كل أسرة اعتمدت على تربية الدواجن والاستمتاع بذلك، خصوصا مع تزايد الإنتاج وتزايد مشاعر الفرح مع أخذ كل بيضة، لما استطاع التجار وقتها أن يرفعوا أسعار البيض بل سيلجأون إلى عمل تنزيلات وتخفيضات ويتوسلون إلى كل واحد منا أن يشتري من إنتاجهم ولكن مادام الكسل والرفاهية موجودين فينا فإننا نتوسل إلى تجار البيض أن يحلوا هذه الأزمة التي ما كانت على البال.
المصاعد
أحد الأصدقاء تعطل به المصعد الكهربائي في منزله ولحسن الحظ فقد كان معه هاتفه النقال اتصل على شركة من شركات الصيانة ولم يرد عليه أحد ولما وصل إلى آخر درجات اليأس اتصل على 777 وفي أقل من ساعة وصل رجال المطافئ وأنقذوا الصديق من ورطة لا يحسد عليها ومع هذا نسمع من يشكك في أداء رجال 777 ورجال المطافئ، المشكلة أن الكثير من الذين يتذمرون وينتقدون يعتقدون أنهم المتصل الوحيد ولا يعلمون أن هناك مئات من البلاغات بعضها صحيح وبعضها عار من الصحة، لذا فكل الشكر والتقدير لرجال المطافئ على هذه الاستجابة السريعة التي أنقذت صديقنا والحمدلله لأنه لا يوجد في بيتنا مصعد كهربائي.