يعتقد كثير من الآباء أن ابنته لا تحتاج بعد الطلاق إلا إلى غرفة واسعة وسيارة فارهة وخادم مطيع وكأنها لا تحمل بين جنبيها قلبا وليس عندها مشاعر أو أحاسيس فتعيش بعد الطلاق أياما أصعب من أيام الزواج، وإن كان الزوج من أسوأ الناس ولكن المرأة وبطبيعتها لا تتكلم ولا تعبر عما بداخلها خصوصا لمن حولها من الأقرباء فإما أن تكتم مشاعرها لتحترق ببطء أو أن تلجأ للمختصين وللأسف بعضهم لا تهمه إلا مصلحته ولا يفكر إلا في نفسه، وبعضهم جعلها مهنة فكأنه يريد خراب كل بيت ليعمر بيته فتجده أحرص من إبليس على الطلاق بين الزوج وزوجته، وفي كل الحالات تكون المرأة التي حلمت بالأمن والاستقرار وبناء أسرة وتربية أولاد هي الضحية التي لا يشعر بمعاناتها أحد.
زادت في الآونة الأخيرة حالات الطلاق في مجتمعنا بشكل ملحوظ ولم نسمع عن حملات لمعالجة هذه القضية، أسبابها وتداعياتها وطرق علاجها، مع التقدير لجهود إدارة الاستشارات الأسرية في وزارة العدل ولكن المشكلة أكبر بكثير من إدارة الاستشارات ولابد من إعادة صياغة الكثير من القوانين الاجتماعية في ظل إقامة حملات توعوية ودروس تثقيفية قبل الزواج لأن كثيرين من الأزواج يلجأون إلى الطلاق عند أول خلاف ولو كان هذا منهج الآباء والأجداد لما وجدنا ولما كانت هناك حياة ولا أمن ولا استقرار، والحياة الزوجية بطبيعة الحال لا يمكن أن تخلو من المشاكل واختلاف وجهات النظر والتي يمكن حلها بأكثر من طريقة، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم «ما كان اللين في شيء إلا زانه»، لكن بعض الأزواج لا يعرفون إلا لغة العنف والتحطيم، تحطيم الآخر من أجل النفس.
طلاق المرأة ليس عيبا بل أحيانا يكون الحل للعيش بعيدا عن الخلافات عندما تصبح الحياة مستحيلة لكننا نتكلم عن الحالات التي يحصل فيها الطلاق لأتفه الأسباب ولتفادي الأزمة ومعالجتها يجب أن تقوم وزارة العدل باستحداث مكاتب أسرية بجميع المحافظات وتشترط على كل من يرغب فيالزواج الالتحاق بدورات تقدمها الوزارة مجانا لتأهيل الأزواج بشكل صحيح قبل فوات الأوان.
همسة:
٭ لكل أب ولكل أخ ولكل زوج: تأكد أن المرأة التي جعلك الله عنها مسؤولا لا تريد أكثر من الاهتمام فلا تتجاهل مشاعرها واحتسب الأجر في ذلك.
[email protected]