ناصر الخالدي
الحديث عن السفر والترفيه عن النفس شغل الكثير من الناس في هذه الأيام خصوصا مع ارتفاع درجة الحرارة وهجوم الملل والشعور بالفراغ بعد بدء الإجازة الصيفية، والسفر فيه من الفوائد والفرائد ما لا يخطر على البال، ففيه الترفيه عن النفس وتسلية الخاطر وفيه الاستمتاع بالطبيعة والتعرف على حضارات وعادات الشعوب وفيه أكثر من ذلك أن الإنسان يرى بديع صنع الباري فكل ما تراه العين من جمال لا شك ولا ريب في أن وجه الله تبارك وتعالى أحسن منه.
وما أجمل السفر مع القدرة في ظل وجود المال والصحة ومثل هذا «عليه بالعافية»، لكن عليه أن يحذر من سوء الاختيار، فالسفر في بعض الأحيان يكون سببا للفساد ودافعا للانهيار الأخلاقي لأن الإنسان في غير بلده إذا لم يكن قوي الإيمان سيتسلل إليه الشيطان ويغريه ويحدثه بأنه بعيد عن الأهل والأوطان وان أحدا لن يراه لو فعل ما فعل وهكذا لا سيما في البلدان التي لا تقوم سياحتها إلا بتسويق الشيطان، وليحذر أشد الحذر ولي الأمر من اختيار البلد الذي يسافر إليه لأن مصيبة ضياع الأبناء مصيبة عظيمة ونحن في كل صيف نسمع الأعاجيب من أحاديث السياح.
ومما ابتلي به بعض الناس أنهم يحملون أنفسهم ما لا طاقة لهم بحمله، فيقترض الأموال الطائلة من أجل متعة مدتها في غالب الأحيان شهر وآلامها تبقى نهاية العمر ولا أظن أن عاقلا حباه الله الفكر الرصين يورط نفسه هذه الورطة، إلا انه وللأسف الشديد الواقع غير ذلك تماما، فما أن يأتي الصيف حتى تجد البنوك تغص بالمراجعين الذين خدعتهم الإعلانات وأغرتهم التسهيلات الكاذبة ووقعوا في الشبك، نسأل الله العافية لنا ولكم، على أمل أن تقضوا الصيف في متعة وسرور بعيدا عن المنغصات والمكدرات.
لا أجد وصفا يليق بالأيام التي أمضيتها في المملكة العربية السعودية غير أن أصفها بأنها أحلى أيام العمر، مشاهدها رائعة وأحداثها مثيرة ففي إحدى الليالي انطلقت من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة الشريفة لأشهد ولادة الفجر في مدينة اتسمت بالروعة والهدوء، كانت أشجار النخيل جميلة وهي تطل علينا بشموخ ورفعة وكان أجمل منها رؤية المسجد النبوي الشريف والدخول إلى رحابه والصلاة فيه والسلام على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وبعد أيام جميلة عدت على أمل العودة في القريب العاجل.