إبراهيم غازي الخالدي غيبه الموت قبل أيام ليرحل جسدا وتبقى سيرته العطرة كتابا لكل من أراد أن يأخذ درسا في الإرادة والتحدي، فقد عاش إبراهيم سنوات طويلة يقاسي ظروف الإعاقة الحركية التي وإن منعته من الحركة إلا أنها لم تمنعه من الإبداع والتميز، فما رأيته إلا متفائلا، وما عرفته إلا محبا للعمل والارتقاء فحتى اللحظة الأخيرة من حياته كانت للعمل.
كانت إعاقة إبراهيم تمنعه من أشياء كثيرة لعل من بينها تناول الطعام بسهولة ويسر وهو الأمر الذي أدى إلى وفاته فبينما كان إبراهيم يتناول وجبة الغداء هو وصديقه بعد الانتهاء من اجتماع في الجامعة اختنق ابراهيم فكانت اللحظة التي فارق فيها الحياة ليرحل هذا الشاب الخلوق ويترك لنا نموذجا فريدا في أهمية العمل وأن الحياة لا تحترم الخاملين.
لم أكن في حياتي متأثرا مثل اليوم الذي وقفت فيه على قبر هذا الشاب الخلوق كنت في تلك اللحظة أتذكر ابتسامته الجميلة، كلماته الصادقة، إصراره على العمل، محبته للناس، حرصه على الخير ولعل أصدق شاهد على ما أقول ما تركه من تغريدات في حسابه بالتويتر وإن من يتصفح حسابه يحسبه أنه يقرأ كتابا ليس فيه إلا الذكر والدعوة للخير، فرحمك الله يا إبراهيم وجعل الفردوس الأعلى مكانك.
ولعلي أوجه رسالة إلى والدة إبراهيم التي ناضلت من أجله ووقفت معه لحظة بلحظة فكانت نعم المربية، لم يكن إبراهيم هو الابن الوحيد بل كانت تسهر على راحة 3 ابناء من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة ومع ذلك لا تراها إلا متفائلة ولا تسمع عنها إلا كل خير فقد كانت ومازالت صورة من صور العطاء الصادق ونموذجا للمرأة التي عرفت أن الحياة قيمة كبرى لا يمكن بلوغها إلا بالتضحية فلها وأمثالها من الفاضلات نقول «شكر الله هذا السعي المبارك وكتب لكم الأجر والمثوبة».
همسة: نأمل من لجنة الأم المثالية زيارة أم فيصل فربما تكون من المستحقات لجائزة الأم المثالية مع الشكر والتقدير لجهود الأم المثالية في الكشف عن نماذج إيجابية في مجتمعنا.
[email protected]