ناصر الخالدي
في كل معركة انتخابية نسمع أصواتا تنادي وتطالب وتستبسل من أجل البدون، وفجأة ينقطع هذا الصوت ثم يتلاشى ثم لا تسمعه ونحن على هذه الحالة من سنة الطواعين، مع أنه لا يوجد حرمان أكثر من أن تحرم من الانتماء لوطنك الذي تحبه ولا توجد معاناة مثل معاناة الإحساس بالتميز، فتخيل أن بطاقة انتمائك خضراء غير معترف بها، وتطلع روحك على ما تجددها، بينما بطاقة جارك حمراء لها فائق الاحترام والتقدير وجوازك رمادي ما فيه إلا 24 صفحة، وتعتذر عن استقباله أغلب السفارات، بالاضافة الى عدم إصدار شهادات ميلاد للأطفال، ولا أريد أن أتكلم عن بطالة الشباب ولا حرمانهم من التعليم الجيد ولا من التوظيف ولا استغلالهم ولا عن دموع الأمهات ولا عن الأزمات النفسية التي خلفتها قضية البدون لأن الحديث يطول ويطول.
أسألكم وأستحلفكم بالله هل مثل الكويت في الخير والعطاء؟ هل مثل حكامها وشيوخها ورجالاتها الكرام في الإحسان والتقدير؟ هل مثل الكويت في الوقفات الإنسانية والفزعات الرجولية؟ أعتقد وأقولها شامخا معتزا: لا يوجد مثل الكويت في شيء من ذلك، إذن فكيف يتم تجاهل البدون الذين من بينهم الشرطي والمدرس والجامعي والطبيب والمحامي ومن شارك في حروب وضحى وبذل الغالي والنفيس، ومن بينهم أبناء مواطنات كويتيات وغير ذلك من الأمور التي يشيب لها الولدان؟!
رسالة عاجلة إلى وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد للتدخل في حل هذه القضية التي يتاجر بها البعض لمصالح شخصية وينظر لها البعض الآخر على انها خلل يهدد التركيبة السكانية ويراها البعض الآخر مسألة اقتصادية بحتة ومع احترامي لجميع وجهات النظر فإن توفير الحياة الكريمة واجب من واجبات الدولة لكل من يعيش على أرضها وإعطاء صاحب الحق حقه أيضا واجب ومن كان لا يملك الحق في الانتماء إلى هذا الوطن فلا يوجد أي مانع من قولها له وبصراحة: أنت لا تستحق الجنسية، أما أن يظل الموضوع شائكا هكذا فإنها مشكلة تكبر يوما بعد يوم والله يستر، لذا نأمل من الوزير أن يستمر في طريقه لحل هذه القضية التي نشهد له فيها ببذل الكثير ونأمل المزيد لاسيما أبنائه المنتسبين للسلك العسكري وأبناء أخواته المواطنات الكويتيات وليحتسب ذلك خيرا يلقى به الله تعالى يوم القيامة فإن الله يضاعف الحسنات أضعافا مضاعفة.