تتجه الأمنيات اليوم إلى الكويت حيث تعقد القمة العربية الخامسة والعشرون. وفي مقال سابق عن القمة السابقة، قلت إنها تعقد في ظروف حرجة جدا، ولكن ثبت اليوم أن القمة الحالية هي الأكثر حرجا، فهي تعقد في ظل متغيرات خليجية وعربية ودولية بالغة الأهمية والحساسية.
فهناك خلافات عربية كبيرة بين الدول برزت في مسألة المقعد الشاغر لسورية، وهناك الخلافات الخليجية التي سبقت انعقاد هذه القمة، وهناك وضع دولي متأزم بسبب أوكرانيا وشبه جزيرة القرم وغيرها، وجميع هذه الشبكة من الأزمات لها امتدادها العربي.
ولكن مع ذلك يبقى الأمل في جغرافية انعقاد هذه القمة، فقد سبق للكويت أن قاربت وجهات نظر في قمم ومؤتمرات سابقة وخصوصا في القمة الاقتصادية الشهيرة التي تمكن خلالها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد من أن يجمع الأكف في مصافحة نادرة.
ما عدا هذا الأمل، فإن ما تعول عليه الشعوب العربية عادة من القمم العربية أصبح ضئيلا وأصبح من غير الواقعي ما يتم تداوله في وسائل الإعلام بناء على ما يتردد من جدول أعمال هذه القمم مثل «القضية الفلسطينية وتطورات الصراع العربي الإسرائيلي، والأزمة السورية، وملف تطوير منظومة العمل العربي المشترك».
وأغرب طرح سيتم إدراجه على جدول القمة هو «الإرهاب وإعادة النظر في الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب التي صدرت في عام 1998 وتم تجديدها في عام 2006» فإذا كنا حتى الآن لم نتوصل إلى تعريف للإرهاب المقصود، فكيف سنجد حلا له؟
أقول هذا الكلام ليس على سبيل الإحباط، ولكن كي لا يطالب أحد الكويت بعصا سحرية لحل هذه التراكمات الهائلة من المشاكل التي تحتاج إلى قمم كثيرة يتوافر فيها عدة شروط، منها تصفية الخلافات وإيجاد أرضية تقوم على المصلحة العامة للدول وليس على مصالح متباعدة.
[email protected]