بين وقت وآخر، تظهر في الانتخابات البرلمانية فواصل طريفة بسبب أشخاص لهم تصرفات غريبة يرشحون أنفسهم على سبيل الدعابة، أو ربما هم على قناعة ولا يعلمون بأن ما يقومون به هو مصدر للفكاهة.
هذه الحالة تكررت مرات قليلة في الانتخابات النيابية عندنا في الكويت، واتبع أصحابها إما تصرفات غريبة في طروحاتهم الانتخابية، أو في سلوكهم ولباسهم، فنذكر أحد المرشحين من هؤلاء في سنة من السنوات قدم رسوم الاشتراك من فئة الربع دينار، وآخر منع ولائم العشاء، هذا ناهيك عن المطالب الغريبة التي يقدمونها في برامج انتخابية افتراضية.
ولكن على قلة هذه الحالات، فإنها حظيت بانتشار واسع بين الأوساط الاجتماعية، وساهمت وسائل الاتصال الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي بانتشارها بكثرة، بل إن وسائل الإعلام التقليدية كالصحف والفضائيات أصبحت تهتم أيضا بهؤلاء. وكعادة نظرية المؤامرة التي تؤمن بها الشعوب العربية، فبعضهم يرى أن هؤلاء الأشخاص مدفوعون من قبل آخرين بغرض تسطيح العملية الانتخابية.
ولكن على الأغلب أن هذه الحالة لها تفسيرها الاجتماعي الذي يتمثل في عدة أمور، الأول هو أن الشعب الكويتي يتمتع أصلا بروح الدعابة والسخرية، وهناك متسع من الديموقراطية وحرية التعبير التي تتيح النشر في هذه المجالات. الأمر الآخر يتجسد في حالة إحباط واسعة تنتاب المواطن من أداء مجلس الأمة على مدى سنوات من التأزيم وعدم الجدوى والخيبات المتكررة التي يلحقها النواب بالناخبين بعد أن يضعوا ثقتهم فيهم، وحين يصلون إلى المجلس يتحول أداؤهم باتجاه آخر، يغلب عليه الطابع المصلحي والشخصي.
بكل الأحوال، فإن الاهتمام الزائد من وسائل الإعلام بهذه الحالات الفكاهية من الانتخابات غير مبررة، لأنه من غير الإنساني أيضا تحقيق مكاسب إعلامية على حساب عقول أناس ربما كانت بسيطة وعفوية في فطرتها.
[email protected]