لم تعد اليوم هناك حرب محلية، فأي صراع يدور في مكان ما من هذا العالم يعد حربا كونية يطال دولا أخرى سواء كانت هذه الدول مجاورة لمكان الحرب أم بعيدة عنه، فكيف إذا كانت ملاصقة له كما يحصل اليوم في العراق.
من هذا المنطلق، فإن ما يدور اليوم في العراق لا شك سيترك انعكاساته على دول الجوار بشكل أو بآخر، ولذلك يتوجب علينا اتباع مجموعة من الخطوات لتحصين أنفسنا:
أولا: أن ننتبه إلى بث الإشاعات والرعب بين الناس، ونترك توضيح الأمور للجهات المختصة بهذا الشأن، فبالكاد انطلقت شرارة الأحداث الأخيرة في العراق حتى سرت إشاعة أن هناك آليات لجهات مسلحة تقف على الحدود، وتبين لاحقا أن هذا الخبر غير صحيح بشكله المبثوث.
ثانيا: يفترض بنا أن ننأى بأنفسنا عن أي خلاف ذي طابع طائفي يتعلق بالأحداث تلك، وأن لا نتعاطف عقائديا مع الأطراف المتنازعة كي لا تتشكل نواة صراع طائفي خفي قد تتلقفه الأطراف المتشددة من كل الطوائف وتحوله إلى صراع لا تحمد عقباه.
الأمر الثالث، يتوجب علينا وبشكل سريع أن نركن خلافاتنا السياسية جانبا، وخصوصا أن حدة هذه الخلافات قد تصاعدت وتيرتها في الآونة الأخيرة، وإن كانت هذه الخلافات في أساسها مدمرة في وقت الرخاء، فلنتوقع إذا ما يمكن أن تفعله في أوقات الشدة.
لقد مرت دولتنا الكويت بتجربة قاسية ومريرة كان مصدرها المنطقة الجغرافية نفسها التي يدور فيها الصراع المستجد اليوم، وبالتالي فمن التعقل أن نكون استفدنا من هذه التجرية كي لا نكرر الأخطاء، وأول خطوة يتوجب على المتخاصمين في الداخل اليوم القيام بها هو أن تلتقي في جو من المصالحة تنسى فيها كل الخلافات التي قد تشكل ثغرة كبيرة في جدار وحدتنا، وعندها سنتحسر كثيرا لا قدر الله.
[email protected]