على الرغم من الأخطار المحدقة بنا إقليميا، إلا أننا حتى الآن لم نر خطة متكاملة لمواجهة هذه الأخطار، وأقصد بالخطة المتكاملة هي التي تجمع بين النواحي الأمنية والإعلامية والتوعوية في وقت واحد، لمواجهة هذه الأخطار والحيلولة دون وصولها إلينا.
حتى الآن، فإن الخطة الأمنية تعتبر متقدمة على بقية الخطوات التي يفترض أن يتم اتخاذها مؤازرة للخطة الأمنية.
وإذا كان من الأهمية فعليا طرح قانون جمع السلاح، فإن من المفترض أن تواكبه خطوات مدنية أخرى، أي أن تسارع الجهات الإعلامية والثقافية إلى طرح خططها الموازية في التوعية، ولدينا في الكويت خبرات وتجارب بهذا الشأن، فبعد التحرير مثلا نشطت الأوساط جميعها وبكل فئاتها وشرائحها ووظائفها على أكثر من صعيد، منها صعيد الأسرى والمفقودين، وصعيد الخروج من الأزمة النفسية التي أصابت الكثيرين، وأيضا إعادة بناء الدولة من جديد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ونفسيا وبيئيا.
في تلك الفترة حشدت الكويت كل جهاتها العاملة في كل المجالات حتى التطوعية، واليوم صحيح أن الوضع ليس كذلك، ولكنه مرشح للأسوأ في حال تركنا مجالا لأفكار العنف أن تجد أرضيتها الخصبة بين الناس.
وربما من المفيد أن يتم ذلك بالتزامن مع بداية الموسم الدراسي الجديد، وعودة الحياة بعد الإجازات، وأن يتمثل ذلك في عمل حملات توعية ضد أفكار العنف تبدأ من المدرسة وتصل إلى مختلف وسائل الإعلام، على أن تكون مدروسة بشكل علمي وليس ارتجاليا ولا تحمل الطابع الخطابي، بل هناك اليوم وسائل أكثر تطورا، ويمكن الاستفادة من وسائل الاتصال الحديثة وحتى الدراما وبرامج جمعيات النفع العام بكافة تخصصاتها.
إن صنع سور من الحصانة التنويرية، كفيل أن يشكل سدا منيعا في وجه العنف، إلى جانب تمسكنا بحبال وحدتنا الوطنية، خصوصا بعدما سمعنا تهديدات من الذين يتبنون هذه الأفكار في الخارج.
[email protected]