نشعر بالأسى حين نرى شابا في مقتبل العمر وقد انخرط في الصراعات الدامية التي تحدث اليوم إقليميا، ومنبع هذا الأسى هو أنه من المفترض أن يكون هذا الشاب على مقاعد الدراسة أو في نوادي الابتكارات أو يمارس هواية من هوايات التنمية الذهنية.
أحد هؤلاء الشباب، أجروا معه لقاء بعد القبض عليه ونشروه على المواقع الإخبارية، يتحدث الشاب الذي قال إنه في السنة الجامعية الأولى، عن الطريقة التي تم تجنيده بها، ويكشف أن ذلك جرى عن طريق شبكات الإنترنت.
ورغم أن هذا ليس سرا، بحيث أصبح الأمر معروفا لدى الجميع، إلا أنه حتى الآن لا يتم اتخاذ إجراءات حاسمة ضد المواقع التي تروج للعنف، وتعمل بعض هذه المواقع بمنزلة مقاولات للقتل وتقوم بالمتاجرة بحماس هؤلاء الشباب واندفاعهم وقوتهم البدنية، وتستدرجهم بحبال عاطفة متقدة.
وأتوقف قليلا عند حكاية هذا الشاب كنموذج للكثيرين غيره ممن غرر بهم، فحسب اعترافاته فإن أشقاءه متعلمون وبعضهم من حملة الدكتوراه، وهذا يعني أن التنظيمات المتطرفة طورت أداءها بحيث لم تعد تقتصر على الجهلاء وبسيطي التعليم، فأصبح لديها منظرون على درجة من الدراية بحيث تمكنوا من الوصول إلى حتى العقول المتعلمة، وغسلها، فقد بدا الشاب مستلبا تماما، فكان يرد على العديد من الأسئلة بجملة «هكذا أرادوا، وهكذا علمونا، وهكذا أخبرونا».
ومن ضمن طرق غسل الدماغ، فإنهم يقومون بتغذية الشباب بفكرة أنهم أصبح لهم دور مهم في الحياة ولم يعودوا مهمشين، وبأنهم أصحاب قرار.
وهذه النزعة هي التي تشتد الحاجة إليها من قبل الشباب وهم في هذه المرحلة من العمر.
لذلك فمن المحزن ألا نجد حملات وسطية مضادة لحملات التطرف هذه، وربما من المجدي أن يتم تكثيف هذه البرامج اليوم في المراحل الثانوية ومراحل الجامعة لتحصين العقول من الاندفاع نحو الهاوية.
[email protected]