خلال الـ 70 ساعة الماضية وفي ذروة فصل الصيف وحتى كتابة هذه السطور، نجحت جمعية السلام للأعمال الإنسانية والخيرية الكويتية المشهرة حديثا بجمع أكثر من مليونين وستمائة ألف دولار أميركي تبرع بها أهل الكويت والمقيمين لبناء قرية السلام في اليمن، وسيزداد المبلغ بإذن لله، وسيتم بناؤها وتكتمل متطلبات العيش الكريم بها وسينعم هؤلاء المحتاجون بمشيئة الله بالعيش الكريم.
إن مبعث اعتزازي وفخري هو ما تجنيه الكويت اليوم من نجاحات غير مسبوقة وإنجازات محققة مضيئة في سماء العمل الخيري نتيجة النظم والوسائل الحديثة التي أقرتها الدولة بعد أن استحدثناها لجمع التبرعات ليكمل القائمون على هذه الجمعية الفتية ما قام به اخوانهم في الجمعيات الخيرية الكويتية الأخرى، هكذا هي نتائجنا المرجوة عندما كلفنا للقيام بتفعيل القوانين وقرارات مجلس الوزراء الموقر الصادرة بهذا الشأن وعملنا على فرضها منذ أن أنشأنا إدارة الجمعيات الخيرية والمبرات في أواخر عام ٢٠٠٣ وأوكلت لنا مهام تنظيم العمل الخيري في الكويت وتقديم الدراسات والاقتراحات المتعلقة بالشروط والضوابط الجديدة لجمع التبرعات من المحسنين الكرام وكذا تقديم الرؤى الحديثة لأوجه صرفها بعد ان تعتمد من قبل الجهات المعنية في البلاد، هكذا نجحت قرارات مجلس الوزراء الموقر، هكذا هي الطرق والوسائل الراقية لبلد حضاري يعكس مكانته كمركز عالمي للعمل الإنساني وأميرها للإنسانية عنوان، هكذا هو الرد لمن كان يشكك في جهودنا وعملنا وخططنا وإجراءاتنا وخطواتنا التنظيمية لتصبح اليوم منهاجا عمليا ومهنيا وعنوانا لتنمية إيرادات العمل الخيري في الكويت، هكذا اصبح الأسلوب الجديد في رقابة الدولة لجمع التبرعات يلاقي قبولا واستحسانا لدى المؤسسات الرقابية الدولية والأممية بعد أن كان جمع التبرعات ومساعدة فقراء العالم مكان شك وريبة ولاحول ولا قوة الا بالله، هكذا يأتي الرد على المشككين برؤانا الاستراتيجية لحماية العمل الخيري والحفاظ على سمعته وجهود جمعياتنا الخيرية والدفاع عنها وعن تاريخها الإنساني، هكذا يكون الرد حول مدى احترام والتزام الكويت في تطبيقها للقوانين الدولية واحترامها بتعهدها بالاتفاقيات والمواثيق الدولية والعربية ذات الشأن، هكذا يعني اطمئنان المتبرعين الكرام بحسن سير أموال تبرعاتهم حتى تنصب في مصارفها الشرعية في ظل حماية ورقابة الدولة وليس تشكيكا في نوايا جمعياتنا الخيرية، بل الخوف من استغلال تلك الأموال وتغيير مسارها دون علم القائمين على جمعها.
هكذا ساهمت الإجراءات التنظيمية الجديدة التي وقف البعض ضدها وشكك في نوايانا في تنمية إيرادات الجمعيات الخيرية لتصل في شهر رمضان هذا العام - على سبيل المثال لا الحصر - بمبلغ اجمالي اكثر من خمسة ملايين دينار كويتي (تصريح أحد المسؤولين لإحدى الجرائد اليومية) هكذا هو نجاح مساعينا على مدى الأعوام الخمسة عشر وهكذا هي سعادتي واعتزازي وفخري اليوم.